CHARBEL KRAYEM
الصحافة الرياضية في لبنان
شربل كريّم
CHARBEL KRAYEM
- شربل كريم محرر رياضي في جريدة الاخبار اللبنانية - مقدم برنامج الرياضة على قناة تلفزيون لبنان 2015 - مقدم برنانج الرياضة على قناة MTV اللبنانية 2017 - من ابرز من حلل المواضيع الرياضية -هنيأ لنا ونفتخر بقلمكم النظيف ( عبدو جدعون) |
من ابرز ما كتب الاستاذ شربل كريّم
قُضي الأمر: إنه الأفضل في التاريخ
كأس العالم شربل
كريّم الإثنين 19 كانون الأول 2022 |
وجوهٌ شابّة ونجومٌ للمستقبل في بطولة كرة السلّة 05-07-2021
شربل كريم لكن مما لا شك فيه
أن مدرب النادي الرياضي جورج جعجع
كان الأفضل بين كل المدربين، إذ جاءت الخسارة الوحيدة لفريقه أمام
أطلس بغيابه إثر إصابته بفيروس «كورونا». واللافت أنه منذ عودته
قدّم الرياضي أداءً ممتعاً بعيداً من الفوز بمبارياته بسهولةٍ تامة. |
أولى ضحايا الرياضة اللبنانية تخرج من الظلمة 25-03-2021 |
الرياضة اللبنانية «يتيمة» من دون رعاية 31-03-2021
شربل كريم |
أولى ضحايا الرياضة اللبنانية تخرج من الظلمة 25-03-2021 والأكيد أن عنصر
المال هو الأهم في هذه المعادلة ويرخي بظلاله على الموسم الجديد،
إذ أن بطولة لبنان لكرة السلة تمكنت بفضل الرواتب العالية التي
منحتها الأندية للاعبيها، من الحفاظ على نجومها، وإضافة إليهم أفضل
الأجانب الذين يزورون المنطقة، لا بل حتى إن بعضهم برز بعدها في
أوروبا ومن ثم في الدوري الأميركي للمحترفين بعدما اعتبر البطولة
اللبنانية جسر عبور إلى النجومية. الواقع أن أي كلامٍ
بخصوص المستوى العام لا يجب أن يشمل الموسم كاملاً في هذه المرحلة
المبكرة، لكن ما يتفق عليه المراقبون ومن خلال بعض المباريات
الوديّة التي اقيمت في الاسابيع القريبة الماضية، سيكون المستوى
الفني ضعيفاً في بداية البطولة، وهي مسألة لا يتحمّل مسؤوليتها أحد
بل الظروف القسرية التي حتّمت غياباً طويلاً للاعبين عن المباريات
والتمارين وابتعادهم بالتالي عن المنافسات بعدما اعتادوا على لعب
مباراتين رسميتين أو أكثر في أسبوعٍ واحد، ما يعني أنهم سيحتاجون
إلى بعض الوقت للدخول في أجواء اللعبة من جديد. وعند نقطة الأجانب
يجب التوقّف، حيث يؤمل أن تتمّ إعادة النظر بمسألة وجود لاعبٍ
أجنبي أقلّه في المراحل النهائية، إذ أن هذه المسألة من شأنها أن
ترفع من مستوى اللاعب المحلي ومن المستوى العام أيضاً، فالتجربة
الأردنية على هذا الصعيد كانت خير دليل، إذ عندما غاب الأجانب هبط
مستوى الفرق المحلية ومعها المنتخب الوطني. وهنا لا ضير من القول
إن هذه الحاجة يمكن للفرق التي ستبلغ «الفاينال فور» أن تسدّها من
خلال استقدام أجنبي بسعرٍ ومستوى مقبول يقارب الـ 3000 دولار
اميركي شهرياً مثلاً، وذلك بعد هبوط الأسعار في الأسواق المجاورة
حيث انتقل نجوم لبنانيون أيضاً بمبالغ لا تتجاوز نصف عقودهم
السابقة مع الفرق اللبنانية. بطولة العودة إلى الحياة (ستقام بنظام الدوري من ذهاب وإياب ومن ثم المربع الذهبي وبعدها النهائي) التي تشارك فيها 10 فرق هي الرياضي، الحكمة، الشانفيل، أطلس، هوبس، بيبلوس، بيروت، أنيبال زحلة، هومنتمن والمتحد طرابلس، ستفتقد فعلاً إلى نجومٍ مثل وائل عرقجي، كريم عزّ الدين، علي حيدر، جوزف الشرتوني، وغيرهم من المميزين الذين أصبحوا مع أبرز المدربين خارج لبنان، ومنهم قد يلتحق بفريقه في مراحل لاحقة ومنهم من سيغيب عنها. وهذا المشهد سيقدّم فرقاً من دون نجومٍ وبلاعبين ليس لديهم خبرة أو تجربة طويلة في الدرجة الأولى، ما قد يفرز فوارق فنية واضحة في بعض المباريات. لكن الجانب الإيجابي في هذا الإطار هو أن بعض الشبان سيأخذون دوراً على أرض الملعب، وستتمكن بعض الأندية التي يصحّ القول إنها تشارك كـ«رفع عتب» أن تؤسس وتنطلق من النقطة الصفر بعدما أرهقها التضخم الذي أصاب اللعبة في الأعوام الماضية، ولو أن هناك رأياً يقول بأن تقلّص عدد الأندية هذا الموسم إلى 5 فرق مثلاً كان ليعتبر أمراً مفيداً لأنه سيجمع أكبر عدد من اللاعبين المميزين في عددٍ قليل من الفرق، وبالتالي فإن هذه المسألة ستفرز مستوى تنافسياً أفضل. صحيح أن بطولة لبنان لكرة السلة تعود بالحدّ الأدنى مقارنةً بالماضي القريب، ولا يفترض أن تُرسم حولها توقعات كبيرة، لكن هذه العودة هي أكثر من جيّدة لعدم فقدان المزيد من اللاعبين الذين ينوون ترك الساحة، ولمواصلة عملية التطوير اللعبة من خلال إبقاء الجيل الجديد ضمن عائلتها وعدم تحوّله إلى رياضةٍ أخرى، إضافةً إلى أن صورة وسمعة اللعبة هي أكثر من مهمة، ما يعني أن الهدف الرئيس للجميع يجب أن يتمحور حول التركيز على النقاط الإيجابية الكفيلة بإعادة المستديرة البرتقالية تباعاً إلى قيمتها الفعلية وحياتها الطبيعية. |
معايير خاصة للمساعدات الوزارية: الدعم لمن يستحقه 24-06-2020 لا يخفى أن الأزمة الاقتصادية الحالية يمكن أن تدفن الرياضات المختلفة الى أجلٍ غير مسمّى، إذ باتت الأندية بحاجةٍ ماسّة الى مساعدات عاجلة لكي تقف على قدميها مجدداً. لكن ما هو معلوم أيضاً هو أن هناك العديد من الأندية الوهمية في لبنان، وهناك أيضاً أندية تأخذ أكثر مما تستحق، لا بل إن بعضها يحصل على مساعدات توازي تلك التي يحصل عليها أصحاب الإنجازات المحلية والخارجية. اليوم تفرض الأزمة التي تمرّ بها البلاد إعادة النظر في كل شيء، وهو ما ينطبق أيضاً على الواقع الرياضي، الذي يبدو بحاجةٍ الى إعادة بناء. وهنا تأتي الفرص لوضع أسسٍ جديدة ومعايير جديدة أيضاً، تعكس سلّة من الإيجابيات للمستقبل وتساهم باستمرارية الرياضات وازدهار نتائجها، وهو أمر يرتبط بلا شك بكيفيّة البناء المفترض أن تتوجه نحو النشء أي ببساطة يجب الاستثمار في قطاع الناشئين قبل أي شيءٍ آخر، لتحصد بعدها الأندية والاتحادات والرياضات عامةً أرباحاً مالية ونتائج فنيّة بعيدة عن الخيبات. من هنا، أصبحت مسألة وضع رؤية لكيفية استمرار الحياة في القطاع الرياضي في البلاد، ضرورية جداً. وهذه الرؤية يجب أن تنطلق من نقطة أساسية وهي العمل على إنتاج اللاعبين وتصديرهم الى الخارج، بعيداً من التسابق لضمّهم ضمن السوق المحلية «الفقيرة». والنقطة المشار اليها هنا تنطبق على كرة القدم وكرة السلة مثلاً، إذ أن نادياً على غرار العهد سيظهر مكتفياً مادياً في المرحلة المقبلة، كونه عاد ليقطف حصاد الاستثمار في نجوم اللعبة عبر إعارتهم الى أندية في الخارج، فذهب محمد قدوح الى السعودية، وخليل خميس وربيع عطايا الى ماليزيا، ومهدي خليل الى إيران، وحتى الغاني عيسى يعقوبو الذي أعير الى العربي الكويتي. إذاً "البيزنس" لا بدّ أن يكون حاضراً في أي خطة عملية، لأن تقوية اقتصاد اللعبة أمر يجب أن يكون مبنياً في المرحلة المقبلة على استقطاب الأموال من الخارج، وخصوصاً بعد تراجع قيمة الليرة اللبنانية. وكما هو الحال في الزراعة والصناعة اللتين يُعمل دائماً على تعزيز قدراتهما لكي تصدّرا بضائعهما الى العالم وتجلبا الأرباح، يجب أن تعزّز الدولة قدرات الأندية الرياضية والاتحادات من أجل ضمان استمراريتها، ولكي تصل الى مرحلة الاكتفاء الذاتي. طبعاً هي مسيرة طويلة والدولة قد لا تكون
قادرة على إيصال السفينة الى برّ الأمان لوحدها، لكنها بلا شك
قادرة على توجيه دفّتها وفق معايير علمية، بحيث تصرف وقودها أي
أموالها في المكان الصحيح أو ذاك الذي يستحق الاهتمام. والأمر عينه في ما خصّ المشاركات الخارجية، بينما محلياً لا يمكن مساواة النقاط بين فرق الدرجات المختلفة، إذ يفترض منح كل درجة نقاطاً محددة بحسب ترتيبها. أما الأهم فهو منح نقاطٍ معيّنة للنادي عند كل مشاركة في بطولات الفئات العمرية، إضافةً الى نقاطٍ أخرى بحسب عدد اللاعبين الذين يتمّ ترفيعهم الى الفريق الأول ولم تتخطَّ أعمارهم الـ22 عاماً. وكذا بالنسبة الى عدد اللاعبين الذين ينتقلون للعب في الخارج وهم يرتبطون بعقدٍ مع النادي المعنيّ. وهذه المسائل بلا شك تفسح المجال للاعبين الشبان لاكتساب الخبرة في سنٍّ صغيرة، وبالتالي تصبح فرص الأندية أكبر في عملية تصديرهم الى الخارج، وبالتالي تحسين أوضاعها المالية وحتى البنى التحتية التي تُعدّ اساسية في عملية إطلاق مرحلة بناء أخرى من خلال أدوات العمل الضرورية. وفي هذه النقطة أيضاً مجال كبير للأكاديميات الخاصة التي تنشط في مجال تنشئة اللاعبين، وهي تخدم الرؤية المذكورة، ويمكن أن تصل نقاطها المجموعة الى مجموع ما قد يحصل عليه أحد أندية دوري الأضواء. إذاً هي مسألة حسابية بسيطة تعطي في النهاية صاحب الحق حقه، بحيث يحصل النادي على مبلغ من الموازنة المخصّصة للمساعدات، وذلك بحسب عدد النقاط التي جمعها، وهو أمر مفصلي في مجال مكافحة آفة ضربت الرياضة منذ زمنٍ بعيد، وتختصر باسم الأندية الوهمية التي تعيش على الوساطات وتحظى برعاية مشبوهة، وتأخذ من حصة أولئك الذين يستحقون دعماً أكثر منها. الوزيرة تطلب مساعدة الرئيس وقالت الوزيرة أوهانيان: "تمنيت على فخامته الدعم الكامل لقطاعات الرياضة والشباب والكشافة، وخصوصاً لجهة تعزيز الموازنة الصغيرة التي تنالها الوزارة، والتي آمل أن تكون أكبر لكي نتمكن من مساعدة هذه القطاعات كما يجب، وأنا لا أرى وزارة الشباب والرياضة إلا أساسية وسيادية كونها مسؤولة عن شباب لبنان وهم أساس المستقبل". وأضافت: "عرضت لفخامته ما باشرت الوزارة
القيام به لجهة وضع الأسس والآليات اللازمة لتنفيذ السياسة
الشبابية واللقاءات التي نجريها مع منظمات المجتمع المدني
والمؤسسات الدولية والمحليّة العاملة في مجال الشباب، ونيّتنا
إجراء لقاءات مع مجموعات متنوّعة من الشباب للاستماع إلى آرائهم
وجعلهم شركاء في الخطة". كما استعرضت أوهانيان مع الرئيس ما تقوم
به الوزارة حالياً من ورشة تشريعية تهدف إلى وضع قانون جديد عصري
ومراسيم ذات صلة. |
العودة إلى الواقع... أو إلى الوراء «إعادة هيكلة» لكرة السلة اللبنانية شربل كريّم الإثنين 4 أيار 2020 لم تكن كرة السلة بأفضل حالاتها منذ زمنٍ ليس بقصير، فلم تكن أحداث الشارع منذ تشرين الأول الماضي أو الظروف الصحية المرتبطة بتفشّي «كورونا» هي السبب في الأزمة التي عاشتها أو تلك التي ستكون مقبلة عليها. «اللعبة الوطنية» بحاجة بلا شك إلى إعادة هيكلة لكي تقف على قدميها مجدّداً، أو إذا صحّ التعبير لتكون قادرة على الاستمرار في ظلّ الشكوك الكبيرة حول عودتها إلى سابق عهدها صعبةٌ هي الأيام التي عاشتها كرة السلة اللبنانية في المواسم القريبة الماضية، إذ عانت أولاً من تراكم الديون في اتّحادها وأنديتها، ومن ثم من مشاكل فنية أبعدت المنتخب عن كأس العالم، وبعدها من تراجع الاهتمام الجماهيري بالبطولة بفعل ضعف مستوى بعض الفرق. من هنا، ربما جاءت فترة التوقف الطويل لتعيد أهل اللعبة إلى النقطة الصفر لرسم استراتيجية جديدة تتماشى مع الواقع المقبل للبلاد بشكلٍ عام، وتعيد للمستديرة البرتقالية جزءاً من بريقها، وهي طبعاً قادرة على فعلها بحكم الإمكانات البشرية الإدارية والرياضية الموجودة في دائرتها. وانطلاقاً من هذه النقطة، قد يطول الحديث عن الحلول، لكن الواقع أن أيّ حلٍّ لن يكون تظهيره صعباً إذا ما كان هناك اقتناع من الأطراف المرتبطة به، وطبعاً قناعة نهائية حول وجود مشكلات في جوانب عدة تحتاج إلى علاجٍ من بوابة الحاجة إلى تغييرٍ في التعاطي مع الظروف الصعبة والعقبات الطارئة. لذا لا ضير من القول إن أولى النقاط التي يفترض العمل عليها هي في إعادة ترتيب البيت الداخلي، إن كان في الاتّحاد اللبناني للعبة أو في الأندية، حيث تبدو الحاجة الضرورية إلى وجود فريق عملٍ متكامل يستطيع كل أفراده الإنتاج، لا كما هو الحال في مكاتب كثيرة حيث الاعتماد الأول والأخير مثلاً على الرئيس أو الأمين العام وربما بعض الأعضاء. وهذه المشكلة أي العمل الاحترافي في الإدارة تعاني منها أصلاً رياضات مختلفة، وخصوصاً تلك التي تضطر إدارات اتّحاداتها وإنديتها إلى العمل وفق أطرٍ لا ترتبط بالرياضة حصراً. ومما لا شك فيه أنّ في كرة السلة لا تبدو المسألة بنفس السوء الذي بدا في رياضات أخرى، لكن الأكيد أن هناك حاجة ماسّة لتذويب المشاكل وخلق هيكلية جديدة تحاكي المنطق وتترك نتائج إيجابية. الواقع المرير للاعبين طبعاً يأتي الموضوع المالي في مقدّمة الحديث عن أي مستقبل مشرق لكرة السلة اللبنانية، التي فقدت العنصر الأهم الذي صنع مجدها وهو المال. وتتفرع أسباب هذه المشكلة، لكن حلّها ليس بالأمر المستحيل إذا ما وُضع الإصبع على الجرح المتمثّل بالتضخم المُبالغ به من حيث التعامل مع اللاعبين، إذ أن ذاك «البالون» الضخم يجب أن يقلّص حجمه ببساطة، وذلك من خلال تحديد أعلى وأدنى سعر للرواتب، والذي قد يلحظ بحسب الخبراء مسألة تخفيض العقود الحالية إلى إكثر من النصف بالنسبة إلى لاعبي الفئة الأولى. هي خطوة ظالمة للاعبين الذين يعتبرون قلب اللعبة وأساسها، لكنهم أصبحوا يعرفون أيضاً أنه مع التوجه الاقتصادي - المالي الجديد في البلاد، أصبحت مسألة العملة حساسة إلى حدٍّ كبير، والواقع الصعب يفرض قبولاً بأيّ طرحٍ يرتبط بالمصلحة العامة وإلّا ستلاقي كرة السلة مصيراً أشبه بمصير الكثير من المصالح التي قضت عليها الأزمة التي تعيشها البلاد. إيجاد استراتيجية تحمي مال الأندية وتضمن حقوق اللاعبين تبدو أولويّة مستقبلية من هنا، يبدو القبول بعروض واقعية هو مسألة منطقية، ولو أن ما سيُعرض على اللاعبين سيكون صعباً التفكير فيه مقارنةً بالأرقام السابقة التي حصلوا عليها، والتي حوّلت حياتهم إلى رياضيين محترفين بعكس ما يعيشه كل الرياضيين الآخرين في لبنان. لكن الحقيقة أن اللاعبين أنفسهم يهمسون في مجالسهم الخاصة بعبارات تترك قناعةً بأنهم أصبحوا يعرفون بأن اللعبة لم تعد بمثابة منجم الذهب، بل ربما باتت مصدراً لتحصيل بعض الأموال واستثمارها في مكانٍ آخر (عمل خاص على سبيل المثال على غرار ما فعل عدد لا بأس به من اللاعبين)، أو إذا صحّ التعبير يمكن اعتبارها مصدراً غير مباشر للعيش أي وسيلة دعم إضافي. هو كلام لا يدعو إلى اليأس أو الاستسلام لأن الأمور ليست معقّدة لدرجةٍ يمكن القول فيها إن الوضع لن يعود إلى طبيعته. لكن كل هذا طبعاً يرتبط بوضع خطة اتّحادية واضحة، وهي مسألة نادى بها القيّمون، طالبين منطقياً أن يعرف الكل مدى الصعوبات المفروضة على الجميع. وهذه الخطة ترتكز بالتأكيد إلى إيجاد التوازن لإبقاء عنصر المال من دون أضرارٍ بالغة. وهنا يمكن أخذ الدوري الأميركي الشمالي للمحترفين كمثالٍ صارخ على العمل الاحترافي في عدم إلحاق الضرر بالبطولة من خلال الابتعاد عن المبالغة والتضخّم في الرواتب، وذلك لناحية تحديد موسميّ لسقف العقود بحسب قدرة السوق. والواضح أن بطولة لبنان تحتاج إلى هذا التوجّه أكثر من أي بطولةٍ أخرى، فالسوق هنا يتبدّل كثيراً، ويبدو غير منطقي في أحيانٍ كثيرة، ما دفع الكثير من المستثمرين إلى الهرب كونهم لم يتوقعوا قبل دخولهم إلى الساحة ما واجهوه من متطلبات بعد انغماسهم فيها. لذا يجب تشجيع أندية أطلت في مواسم سابقة، لكن مشوارها كان قصيراً رغم قيامها بعملٍ مميّز، والسبب لتركها اللعبة هو في الأغلب شعور القيّمين عليها بعدم الراحة أو الشعور بأن الاستثمار محمي من المسؤولين. الأندية هي الحلّ مخطئ من يعتقد أن اللعبة لم تعد قادرة على استقطاب الأموال، والدليل ما تمكن الاتحاد اللبناني من فعله عندما استقطب عدداً من الرعاة من خلال التسويق الجيّد لمنتخب لبنان ومبارياته، ما يعني أنه مطلوب من الأندية أن تعتمد هذا التوجّه وتسوّق نفسها واللعبة بطريقة مثالية ترتكز أولاً إلى مخاطبة جمهورها بشكلٍ صحيح أي بعيداً من ربطه بدائرتها السياسية أو الطائفية، بل تحويل نفسها إلى منتج جذاب يحمل إليها جمهوراً أكبر ومن دون ارتباطات مناطقية وغيرها. أيضاً يبرز مثال ناجح حول هذه المسألة، ففي الفيليبين شجع القيّمون الشركات الخاصة للاستثمار في اللعبة، ما جعل الأندية تعيش بحبوحة، ما ضمن حقوق اللاعبين. وهذا الأمر ترافق طبعاً مع تسويقٍ استثنائي على صورة ذاك الذي حصل في الأردن حيث عمل المسؤولون على تغيير شكل وشعار المنتخب (تحوّل لباسه من اللون الأحمر إلى الأسود مثلاً)، ليظهروه بشكلٍ جذاب ومثير للاهتمام ما جذب المعلنين. يأتي الموضوع المالي في مقدّمة الحديث عن أي مستقبل مشرق لكرة السلة اللبنانية وللتسويق يطل مطلب الإدارة المحترفة أيضاً، وذلك من خلال الاعتماد على فريق عملٍ متمكّن ومتخصص، يعرف تماماً كيفية إيصال رسائل معينة تجذب الجمهور والرعاة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها من الوسائل التي تربط المشجعين باللعبة عامةً. إذاً دور الأندية أكبر مما يتصوّره البعض، فهي أيضاً يمكنها أن تخلق موارد لنفسها من خلال الأكاديميات الموجودة أصلاً لدى غالبيتها، لكنها تحتاج إلى تعزيز عملها، إذ إن نادياً مثل الحكمة لم يدخل هذا الميدان بجديّة إلّا منذ فترة قصيرة، ونادياً كبيراً آخر مثل الرياضي يملك أكاديمية مليئة بالمواهب، يمكنه بلا شك التفكير في رفع المستوى التدريبي من خلال استقدام مدربين أو مشرفين أجانب يساعدون النشء على التطور ويبثون أفكاراً مثمرة في الكادر التدريبي. الشفافية الإدارية كما تبرز فكرة غير ضارّة تتمحور حول خلق أرضية صالحة وشفافة لحماية مصالح الجميع وإسكات الأصوات التي تنادي دائماً بوجود مؤامرة عليها، وذلك من خلال إيجاد رابطة لإدارة الدوري بالتنسيق مع إدارة الاتحاد، وهي فكرة تطويرية لا تسيء إلى احد بل تزيد من مستوى الخبرات ومن الحلول. ويضاف إلى كلّ هذا الاقتناع بأن المشاكل المالية التي عانت أندية كثيرة منها وأثّرت سلباً على الدوري وأغرقت لاعبين في ديون ودعاوى قضائية، يجب القضاء عليها من خلال تحديد ميزانية الأندية وإجبار الأخيرة على وضع ضمانات لكي يسمح لها بالمشاركة في البطولة، وهي قاعدة تعتمدها الكثير من البلدان المتقدّمة في عالم الرياضة أو تلك التي تملك اقتصاداً مستقراً على غرار بلجيكا التي تضم بطولتها 6 أندية، أو أوكرانيا التي لم يتخطَّ عدد أندية البطولة فيها الـ 8 فرق في فترةٍ سابقة، ما يعني أنه ليس عيباً أن تطلّ بطولة لبنان بـ6 فرق تجمع أفضل اللاعبين وتقلّص من حجم المشكلات التي لطالما أصابت الاتحاد بأوجاع الرأس. هي سلّة متكاملة قد تضع كرة السلة في الواجهة مجدّداً، وهي التي تملك بعداً أكثر من الساحة المحلية التي لا ضير من الخروج منها في فترةٍ لاحقة عبر استعراض البطولة في بلاد الاغتراب (لعب النهائي بعيداً من لبنان مثلاً، وهذه فكرة طُرحت سابقاً) حيث الاهتمام الكبير من اللبنانيين المنتشرين في الخارج، ما يجذب أرباحاً وربما مستثمرين أيضاً. وهنا يكفي أن نتذكر المشهد النهائي التاريخي بين الرياضي والحكمة في دورة دبي الدولية عام 2016. |
بعد «كورونا»... ثورة إنقاذية للكرة اللبنانية! شربل كريّم الأربعاء 22 نيسان 2020 جاء التوقف القسري للنشاط ليكشف هشاشة الوضع
العام (عدنان الحاج علي) الفيفا» اعتاد طبعاً على مدّ أعضائه بالمال
من مبدأ توزيع مبالغ معيّنة عليهم سنويّاً، وما خطوته التسريعية
إلا اعتراف منه بأن المال الموجود بحوزته هو ملك اللعبة لا ملكه
الخاص، فالأرباح التي جناها من هنا وهناك يفترض أن تصبّ في صناديق
الاتحادات الوطنية حول العالم. لا تلام الإدارات المتعاقبة هنا لوحدها، لعدم
قدرتها على الانتصار لنفسها أو إيجاد الحلول الناجعة، بل يلام
الجميع أي كل فردٍ ونادٍ ومتموّلٍ وإعلامي عملوا في مجال اللعبة،
فالواضح أن كرة القدم في لبنان تسير منذ زمنٍ بعيد وفق نمطٍ معيّن
لا يمكن قطعاً أن يدرّ عليها الأموال، وخصوصاً في ظل اعتماد
الأندية على الهبات أو أصحاب الكرم أو المتموّلين، وذلك من دون أي
خطةٍ مالية واضحة تعيد إليها مردوداً جراء استثمارها أو أي شيءٍ من
هذا القبيل. الضحايا الدائمون ثورة جماعية لاستغلال فرصة قد تكون الأخيرة للانطلاق من النقطة الصفر نحو القمة هؤلاء بلا شكّ هم الضحية الدائمة، وقد علموا
اليوم أنّ في لبنان ليست هناك ضمانات لأحد مهما علا شأن النجم،
والفوتبول هو مجرد «سندة» للغالبية الساحقة منهم، لا مصدر رزق
أساسي ودائم. أليس هذا الأمر الذي صارحت به أندية لاعبين عديدين في
صفوفها في الآونة الاخيرة، وجاهرت به في العلن؟ وبين رمي المسؤولية على «ثورة 17 تشرين»، ثم على الوضع الصحي، وبينهما الوضع الفردي الصعب لهذا المموّل أو ذاك، يُطرح سؤال إذا ما كان اللاعبون والمدربون سيذهبون في الفترة المقبلة لخلق كيان مثل جمعية أو رابطة لتحصيل حقوقهم أو حمايتها، وذلك كما هو الحال في كل بلدان العالم التي ورغم النظام الاحترافي فيها، عرف أركان اللعبة من مدربين ولاعبين كيفية حماية حقوقهم، لا كما هو الحال الآن حيث يذهبون للاعتماد على المبادرات الفردية أو يجدون أنفسهم محرجين في ظل مطالبة أنديةٍ بمساعدات من الجهات الحكومية بشكلٍ صوّرت فيه اللاعب بصورةٍ لا تليق به. باتت العقود التي سُميت عقوداً احترافية مجرد حبرٍ على ورق إذاً نحن في لبنان نحترف هواية مع سقوط
العقود الاحترافية واحداً تلو الآخر، والدليل عدد الشكاوى التي
تقدّم بها لاعبون ضد أنديتهم، ما زاد من سواد الصورة التي ظهّرت
كرة القدم بأنها ليست وسيلة للعيش، وما سيقلّص حتماً من عدد
اللاعبين في البلاد، والذين قد يتجهون إلى رياضات أفضل بـأحسن حال،
وما سيخفض أيضاً من مستوى الطموحات لبلوغ أهداف أعلى والتأهل إلى
أحداثٍ كبرى. سيناريوهان في
الأفق وبالحديث عن عنصر المال، الذي يحكم اللعبة
والأندية في لبنان قبل أي تفصيلٍ آخر، فإن الخطأ الذي تقع فيه
الأندية ويدفع ثمنه اللاعب أو المدرب أو الإداري الموظّف لاحقاً،
هو في الاعتماد على مصدرٍ تمويلي أوحد يُختصر غالباً بشخصٍ دون
سواه، ما يُبقي النادي بالتالي تحت رحمة هذا الشخص أو مزاجيته، أو
ربما وضعه الاقتصادي. ولا يرمي هذا الكلام أيضاً إلى لوم أي مموّل، بل إنه وفي هذا الإطار لا يخفى أن كل واحدٍ من هؤلاء المتموّلين، وقبل دخوله إلى اللعبة، يعرف الخبايا والمشاكل التي تنتظره، لذا بدلاً من هجر اللعبة يفترض أن يعمل على ترتيب بيته الداخلي لناحية إجبار كوادره على احترام التزاماتهم لكي يكون قادراً على الإيفاء بالتزاماته. وهنا تطلّ مسألة الاحتراف الإداري مرّة جديدة، وهي المسألة التي يُطلب من الاتحاد وضع أطر لها لناحية إجبار الأندية على تطبيقها على غرار ما فعل الاتحاد الآسيوي، ما سيفرز الكثير من الإيجابيات لناحية حماية مصالح اللاعبين والمدربين مثلاً، ولناحية حماية استثمارات المموّلين وعدم ظلم من يعمل بجدّ وجهد منهم ويصرف المال الكثير. هو أمر أيضاً سيشجع المزيد من رؤوس الأموال للدخول إلى اللعبة، إذ أن ظهور الجديّة ووجود أطر تحمي الاستثمار، سيشجعان الكثيرين على ركوب الموجة، وهو ما سينعش اللعبة عامةً. ببساطة المشكلة هي في غياب التخطيط المسبق والتنفيذ الجديّ والتفكير في الاحتمالات المستقبلية لناحية ظهور ظروف طارئة كما هو الحال الآن. لذا فإن ثورةً عامة مطلوبة على مختلف الأصعدة الإدارية والفنية والإعلامية. هي ثورة ليست موجّهة ضد أحد بل يشارك الكل فيها نصرةً للعبة الأحبّ إلى قلوب الجميع، واستغلال الفرصة التي قد تكون ربما الأخيرة للانطلاق من النقطة الصفر نحو القمة المرجوّة دائماً. 30 عاماً والمصاعب
نفسها ويعقّب المدرب والإداري الذي عمل مع أندية
مختلفة وعاصر مدربين أجانب مهمين مرّوا على اللعبة في لبنان: «عندما
يأتينا الخبراء الأجانب من مدربين أو محاضرين وغيرهم، ويعرضون
علينا حلولاً للنهوض، نكتفي بالاستماع إليهم والموافقة بهزّ الرأس
إيجاباً، ثم نمضي في أخطائنا من دون الاستفادة من التطوير
المقتَرَح، بل يعمل البعض إلى إقالة من يعرف أكثر منه ويكمل السير
في الاتجاه الخاطئ». الدقة يرفع الصوت ألم تفرض الأزمة الاقتصادية والصحية واقعاً
جديداً على البلد واللعبة؟ لماذا لا نبدأ من الصفر لنبني لعبة كرة
قدم على أسس جديدة تناسب الظروف الحاصلة؟ الاتحاد وحده لا يفعل شيئاً، ولكن الاتحاد هو
«أمّ الصبي»، وعليه يقع عاتق إطلاق مؤتمر أو ورشة عمل كبيرة
بمشاركة الأندية والمدربين واللاعبين والإعلام تحت نظر الجمهور
الكبير. اللعبة بحاجة إلى قرارات جديدة جريئة تدفعها للتطور وفي
ذلك مصلحة للأندية والاتحاد واللاعبين. |
10 سنوات على رحيل أنطوان شويري: كلّ شيءٍ مختلف بعد «صانع الإنجازات» في زمن شويري أصبح اللاعبون من مشاهير البلاد 14-03-2020
شربل كريم إذاً ما عجز عنه الرجل في كرة القدم فعله في
كرة السلة، فأصبح الحكمة بطلاً للبنان، بطلاً للعرب وبطلاً لآسيا. ولا يمكن اليوم نكران أن الفارق يبدو شاسعاً
بين لاعبي الجيل القديم والرعيل الحالي، إن كان على صعيد النجومية
أو حتى في بعض الأحيان على صعيد القدرة المالية التي جعلت لاعبين
سابقين يعيشون حياة الثراء ويؤسسون لمشاريع كبيرة بعد اعتزالهم،
ومنهم من كسب ماله بشكل «مكافأة» شخصية من شويري تقديراً لعطاءاته
أو أحياناً لضمان بقائه في الحكمة أو حتى في كرة السلة اللبنانية. |
نادي قدامى اللاعبين: متطوّعون في خدمة الكرة 06-03-2020 شربل
كريم |
السياسة جرحت الأندية ونتائجها تقتلها شربل كريّم الثلاثاء 31 كانون الأول 2019 غالباً ما يقال بأنّ هذا النادي محسوب على
هذا الطرف السياسي أو ذاك، لكنّ المعطيات والنتائج التي آلت إليها
الأمور في الأعوام الأخيرة تفضي إلى نتيجة واحدة: أندية كرة القدم
تحديداً هي إحدى ضحايا السياسيين أو السياسات الخاطئة في البلاد،
التي توقّفت فيها حركة الرياضة بشكلٍ عام بسبب الوضع السياسي
القائم والمفروض والسياسة التي كانت السبب في إيقاف النشاط لم تكن أضرارها بالشيء الجديد، إذ أن العودة الى الانتخابات النيابية الأخيرة تعطي فكرةً عن هذه المسألة، فنادي طرابلس مثلاً وجد نفسه في أصعب وضعٍ منذ إنشائه بعد قرار الرئيس نجيب ميقاتي بتعليق أو تخفيف تأمين ميزانيته بالشكل المعتاد. هناك في المدينة يُحكى أن نتائج الانتخابات لم ترضِ الرئيس، وقد لمس فريق عمله أن مجموعة من العاملين في الأندية الكروية التي يرعاها ميقاتي لم تكن في صفّه، فكان القرار الذي «ضرب» طرابلس والاجتماعي بشكلٍ خاص. وهذه القصة لا تختلف كثيراً عمّا عرفه الراسينغ مع ابتعاد راعيه الدائم الوزير ميشال فرعون عنه، حيث انتشرت أسباب عدة لخطوته هذه، منها ما تمّ ربطه بالأوضاع الاقتصادية العامة في البلاد، ومنها لأسبابٍ شخصية، لكن المعلومات تشير أيضاً الى أن للواقع الانتخابي دوراً أساسياً في ما حصل. ومن الأندية التي لا تسير إلا برضى مرجعياتها السياسية هناك الصفاء، الذي كان لاعبوه قد عانوا الأمرّين في المواسم القريبة الماضية وامتداداً إلى الموسم الحالي من رؤساء وإداريين تمّ تعيينهم، لكنهم لم يتمكنوا من تأدية المهمة بالشكل المطلوب، وبالتالي كان التراجع الفني بفعل المشاكل المالية التي زادت أخيراً، والدليل تلك الصرخة التي أطلقها أخيراً لاعبون بارزون في الفريق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بمستحقات متراكمة وحلولٍ لإهمالٍ يعانون منه على حدّ قولهم. الواقع أنه من الصعب فصل أي نادٍ عن محيطه
السياسي، كما هو حال السلام زغرتا الذي لا تبدو صورته مختلفة عن
تلك التي تظهر على الأندية السالفة الذكر، لكن بعض الأندية بقي في
دائرة رعاية معنوية أو أقله بعيداً من تأثيرٍ مباشر للزعيم عليه،
على غرار ما هو عليه الحال مع العهد بطل لبنان أو الإخاء الأهلي
عاليه، بينما طبعت الرعاية العائلية أو الالتفاف المناطقي أندية
أخرى مثل شباب الساحل، البرج وشباب البرج، التضامن صور والشباب
الغازية. ولا يخفى أن أكثر من نصف أندية الدرجة الأولى لها ارتباطات مباشرة بالتيارات السياسية الأساسية في البلاد أو بساسةٍ لهم وزنهم، ومنهم من يختار الرؤساء والإداريين ومنهم من يؤمّن التمويل أو مصادره. لكن بعد تراكم المصاعب الاقتصادية في المؤسسات الخاصة أدار السياسيون ظهرهم لمطالب من أوكلوهم بملفات الأندية، فبدأ النزيف الذي جعل البعض منهم يتأخر في دفع المستحقات أو يراكم الديون أو ينتظر تغييراً ما في مزاج عرّابه السياسي ليقف مجدّداً على قدميه. الأكيد أن كرة السلة اللبنانية لم تأخذ العبر من تجارب ناجحة لبلدان وصلت فيها شعبية اللعبة إلى مستويات مرتفعة جداً على غرار تركيا، وهي الأقرب إلى لبنان جغرافياً، والأكثر نجاحاً فنياً وأيضاً تسويقياً في المحيط، حيث خلقت أندية كثيرة شراكةً وثيقة مع أكبر الشركات بدلاً من أن ترمي نفسها في عباءة السياسيين وتنتظر لفتةً كريمة منهم، رغم أنه في تلك البلاد يبدو جليّاً سعي الكثير من رجال السياسة من رأس الهرم إلى أسفله للتواجد في المشهد الرياضي حبّاً بكسب تأييدٍ أكبر لدى شعبٍ يفرغ شغفه في ملاعب كرة السلة وكرة القدم حصراً. |
آلاف الطلاب المنتسبين ومواهب تمثّل لبنان 17-10-2019 لا يخفى أن أكاديميات كرة القدم الخاصة
تتزايد أعدادها أسبوعياً في لبنان، وخصوصاً أنها أصبحت «بيزنس»
مربحاً جداً بالنسبة الى أصحابها. لكن عدداً من هذه الأكاديميات
بلغ مرحلة متقدّمة على صعيد كرة القدم اللبنانية، بحيث أصبح يشكّل
رافداً للاندية والمنتخبات الوطنية التي تستفيد اليوم من وجودها في الشكل كانت البداية بحثاً عن «بيزنس»
معيّن، وهو ما يرنو اليه كثيرون حتى يومنا هذا، لكن هناك من اتخذ
توجّهاً آخر يعكس ادارة العمل بالشكل الصحيح لناحية كسب المزيد من
خلال تحقيق المزيد. والعبارة الاخيرة تعني ان تحقيق النتائج التي
تُقدّم الاكاديمية على انها ناشطة ونشيطة وناجحة في آنٍ معاً،
سيجلب اليها المزيد من الطلاب، وبالتالي ستستفيد بشكلٍ اكبر. ويمكن الاتفاق على شيء ايضاً، وهو انه لا
يمكن مطالبة كل الاكاديميات بالوصول الى النتيجة نفسها، اذ انه في
ظل عدم وجود معايير معيّنة، تعمل كل اكاديمية بحسب امكانياتها، اي
بحسب الملعب الذي تنشط عليه مثلاً، او القدرة المالية لاستقدام
افضل المدربين. لكن هل خرجت الاكاديميات نهائياً من دائرة «البيزنس»؟ سؤال يجيب عنه رئيس «بيروت فوتبول أكاديمي»
زياد سعادة، من خلال ذهاب نادي الراسينغ الى توقيع اتفاقية تعاون
معه، وذلك في موازاة توقيع 9 لاعبين شبان من أكاديميته على كشوفات
النادي العريق. من هنا، لمس الاتحاد اللبناني جديّة ايضاً في
عمل الكثير من الاكاديميات، وعرف تأثيرها الايجابي في دورة العمل
الكروية، فبات راعياً لها في الكثير من نشاطاتها، وأدخلها دورات
الـ«غراسروتس» الخاصة باللاعبين من سن الـ9 سنوات حتى الـ14 سنة،
وهو ما اعطاها دفعة كبيرة ودافعاً لمواصلة العمل الجديّ، اضافةً
الى دفعة اخرى للاعبين الذين بدأوا ينشطون على مستوى تنافسي ولم
يكتفوا بخوض المباريات الودية فقط. وعند هذه النقطة يتوقف رئيس اكاديمية «أدفانسد
سوكر اكاديمي» (ASA) رائد الصدّيق، الذي يصوّب على امرٍ مهم يُبرز
فيه السبب الرئيس وراء التفوّق الاكاديمي على نظيره الخاص بالاندية،
فيقول: «نحن نملك هوية تتمثّل بالعمل مع الصغار حصراً، ونملك
ملاعبنا، ونملك طريقة عمل مبنية على تمويل انفسنا من خلال ما يدخل
الى ميزانيتنا، ما يعني اننا نصرف المبالغ على فرق الفئات العمرية
دون سواها من دون ان يكون لدينا اي هموم اخرى، او اذا صح التعبير
وجود فريقٍ اوّل، وهو ما يعيق عمل الكثير من الاندية التي تشارك في
بطولات الفئات العمرية لمجرد المشاركة او كواجب مفروض». والاكيد ان الاكاديمية التي لا تلعب في بطولة
لبنان لديها نقص فني كبير، فالمشاركة في بطولة رسمية منظّمة تعطيها
بُعداً جدّياً، وتفيد اللاعب كثيراً لناحية رفع مستواه من خلال
المساحة التنافسية، اضافةً طبعاً الى المشاركات الخارجية التي تزيد
من خبرته، ولو انها تكون غالباً من مال ذويه. ويترافق هذا مع تأمين الاولاد صحياً، بينما هناك ضعف في الاندية على هذا الصعيد وقلّة اهتمام بسبب الشحّ المادي. كما تضاف نقطة مهمة، وهي ان الاكاديميات تعمل 12 شهراً بعكس الاندية التي تعمل موسمياً، علماً بأن موسمها في بطولات الفئات العمرية لا يمتد الى اكثر من 16 اسبوعاً كحدٍّ اقصى في حال بلغت المراحل النهائية. |
ميزانيات
الأندية بين المبالغة والتقشّف شربل كريّم الخميس 3 تشرين الأول 2019 |
عرقجي والـ NBA: طموحٌ مشروع وواقعٌ معروف 04-07-2019 بين كرة السلة اللبنانية ونظيرتها الأميركية
مسافة فنيّة بحجم تلك التي تفصل لبنان عن الولايات المتحدة، لكن
رغم ذلك، بقيت أحلام الكثيرين معلّقة باتجاه الدوري الأميركي
للمحترفين بغية رؤية لاعب لبناني هناك، تماماً كما كان الأمر مع
روني صيقلي الذي يمكن اعتباره حالة خاصة في الملاعب اللبنانية |
الحكمة...
ارتياح كروي وقلق سلّوي! خطوط عريضة بدأ العمل عليها لم يمرّ الكلام الأخير لرئيس نادي الحكمة
إيلي يحشوشي مرور الكرام عند محبي النادي الأخضر، فصراحة الرجل
تركت ارتياحاً في مكانٍ ما بما يخصّ الحلول المرتقبة التي تعمل
عليها الإدارة، وخوفاً أيضاً، بسبب حجم الديون المتراكمة وبعض
المشاكل التي لا تزال متشعّبة مما لا شك فيه، أن «محازبي» كرة القدم في النادي يشعرون براحة أكبر من تلك التي يمكن أن يشعر بها «الجناح السلوي»، وهو أمر منطقي، إذ بعيداً عن وجود جزء كبير من أعضاء الإدارة الحكماوية من محبي الفوتبول، فإن كلام الرئيس عكس أمراً واضحاً، هو أن المهمة أسهل لبناء فريق يعيد الحكمة إلى دوري الأضواء، منه إلى تأسيس فريقٍ منافس في كرة السلة. وهذه مسألة منطقية استناداً إلى الميزانية المطلوبة لترفيع فريقٍ إلى الأولى، والتي قد لا تتجاوز 400 ألف دولار، بينما ستتخطى المليون دولار بالتأكيد أي ميزانية لخلق فريقٍ قوي، وربما ضعف هذا المبلغ في الحكمة تحديداً بالنظر إلى الوضع الفني الذي ظهر عليه الفريق الأخضر في بطولة لبنان لكرة السلة هذا الموسم. ويتعزز الارتياح لدى جمهور كرة القدم مع تشديد يحشوشي على أنه وإدارته ضد إلغاء فريق الفوتبول «وكانت لنا اليد الطولى لمنع حدوث ما يمكن وصفه بالمجزرة وقتذاك بحق الفريق». وما يعزّز منح الاهتمام لفريق كرة القدم بقدر ما كان موجوداً دائماً لفريق كرة السلة، هو التوجّه لعملية إعادة بناء ملعب الحكمة في عين نجم بسرعة، لتكون تلك المساحة المهملة حالياً، التي تحوّلت إلى حقلٍ برّي، مساحة فعلية لتنشئة جيلٍ كروي حكماوي يمكنه الدفاع عن ألوان النادي. وفي هذا الإطار كشف يحشوشي للمرة الأولى في حديث تلفزيوني، «وضع المطران بولس مطر الملعب بتصرفنا للعمل على مشروعٍ تطويري، وقد بدأت الإدارة وضع الأسس لبناء مدينة الحكمة الرياضية التي ستضم ملعباً لكرة القدم وآخر لكرة السلة، إضافةً إلى ملاعب أخرى مغلقة، والمركز الرئيسي والنهائي للنادي بدلاً من المركز الحالي في مبنى القدامى في الأشرفية». وإذا كانت الإدارات السابقة كلّها قد تحدثت عن تحويل النادي إلى مؤسسة أو تشييد ملعبٍ خاص بأحد الفريقين، فإن يحشوشي رأى أن الفارق هذه المرّة هو أن الجمهور يريد أن يشترك في عملية تطوير النادي، وذلك بعدما تحمّل المسؤولية في الفترة الاخيرة، غامزاً من قناة الضغط الجماهيري بعد نزول المشجعين إلى الشارع، مطالبين بالتغيير الإداري. أما النقطة الأخرى التي يمكن أن تريح الجمهور
الكروي، فهو تأكيد رئيس النادي أكثر من مرّة أن الدرجة الثانية
ليست مكان فريق كرة القدم في الحكمة، مبدياً ارتياحه للعودة إلى
اللعب في دوري الأضواء بعد لقائه مع رئيس الاتحاد اللبناني هاشم
حيدر، ومعتبراً أن الوضع تغيّر عن السابق، أي عن تلك الأيام التي
شعر فيها النادي بأنه «مُحارب» في مكانٍ ما. أما اليوم، فالدَّين هو مليون و650 ألف دولار
من دون المصاريف التي تكفّلنا بها مع تسلّمنا الإدارة». وأضاف
موجّهاً رسالة أخرى، ومُسقطاً فرضية الاستقالة: «مستمرون رغم حرب
الإلغاء التي شنّها البعض على نادي الحكمة والمستمرة حالياً. وهذه
الحرب للأسف على مستويات عدة ومن فئات عدة وأشخاص عدة». كلام رئيس النادي كان واضحاً في هذا الإطار، حيث قال: «علينا محاسبة من سبقنا لنقنع من سيخلفنا بأنه يمكنه محاسبتنا أيضاً، وهناك دفتر سيُفتح»، مشدداً على أن كل الملفات فتحتها لجان التحقيق في النادي «وسنقول عندما نجد اي مقصّر وسنعطي صاحب الحق حقه اذا ما وُجد». أما الأهم بالنسبة إلى محبي كرة السلة، فإن الواقعية كانت حاضرة عندما قال رئيس نادي الحكمة إنه عند انتخاب اللجنة الإدارية كان الهدف وضع الفريق في «الفاينال فور» في الموسم المقبل «لكن هذا كان عند رقم الدين الذي وصل الى مليون و600 الف دولار، لكن مع رقم ناهز 3 ملايين دولار، ستختلف الحسابات. أما الحل، فهو عند الحكماويين انفسهم مع توجّه لفتح الجمعية العمومية وتقريب أصدقاء الحكمة من النادي لمساعدته. لذا، أقولها بصراحة: يمكن أن يكون هناك تأخير في موضوع التأهل إلى دور الأربعة. لذا، علينا أن نتمتع بطول البال، لأننا نعمل بشكلٍ دقيق على الموضوع المالي، وإذا ما استطعنا تأمين ميزانيتين لترفيع فريق الفوتبول إلى الأولى وتأهيل فريق السلة إلى «الفاينال فور»، نكون قد أصبنا الهدفين اللذين وضعناهما عند وصولنا إلى اللجنة الإدارية». ويبقى الهدف الأساسي بالنسبة إلى الإدارة الجديدة، ترك النادي بعد 4 سنوات من دون أي ديون ومع مشروع مدينة رياضية، وجاهز مجدداً لرسم المزيد من الإنجازات وتعزيز تاريخه الذي بدأ قبل 76 سنة. |
الأندية في
قفص الاتهام 04-09-2019 بين الماضي والحاضر تبدّلت الامور كثيراً في
كرة القدم اللبنانية، فولد ذاك الحنين الى الزمن الجميل، أي الى
تلك الايام حيث عرفت الفرق زحمة على صعيد اللاعبين أصحاب المستوى
المميز، وهو أمر يختلف تماماً عمّا هي عليه الحال في هذا الزمن،
حيث بات اللاعب الجيّد عملة صعبة، فباتت صورة اللعبة مغايرة كليّاً المهم أن الاسباب تتعدد لهذه المعضلة التي
تلاحق الدوري اللبناني موسماً بعد آخر، لكن المفارقة أنها تصبّ في
مكانٍ واحد في نهاية المطاف، حيث يمكن تحديد هوية المسؤول الاول
والاخير عنها، والتي لا يبدو أن الحلّ لها يقف على مسافة قريبة من
الملاعب التي اشتاق جمهورها الى أسماء تطلق آهاتهم ويتغنون بها على
أنها رموز وطنية وتالياً تاريخية. ويبدو لافتاً أن كل الاندية ذهبت الى تعيين
لاعبين سابقين للاشراف على اجهزتها الفنية، لكن القسم الاكبر منهم
فشل في مهامه، لا بل بشكلٍ أدقّ فشل في تقديم لاعبٍ متميّز على
صورته. وفي هذه النقطة ضرر عام على اللعبة، لكن سببها بديهي أيضاً،
إذ إنه في ايام هؤلاء المدربين الذين تميّزوا سابقاً كلاعبين
بالفطرة، لم يكن هناك مدربون تكتيكيون على مستوى عالٍ، وبالتالي لم
يتلقَّ المدربون الحاليون اعلى الافكار التكتيكية، لذا لا يمكنهم
تطوير اللاعبين الحاليين، ما يعني أنه ليس هناك كوادر تدريب يخدمون
اللعبة بالشكل المطلوب، وهو أمر تُسأل عنه الاندية طبعاً، وخصوصاً
تلك التي لا تثق الى حدٍّ كبير بالمدرب الاجنبي القادم عادةً
بمشروع بناء طويل الامد مقابل طلبٍ مشترك عند هذه الاندية بتحقيق
النتائج قبل اي شيء آخر، لا الاستثمار باللاعبين الشبان ومنحهم
فرصة الاحتكاك للتطوّر، وهو أمر لو لم يكن موجوداً لما ذهب الاتحاد
اللبناني أخيراً الى إجبار كل نادٍ على إشراك عددٍ معيّن من
اللاعبين الشبان في الموسم المقبل. ببساطة، صناعة اللاعب تبدأ من إدارات الاندية
التي تعيّن أيضاً اللجان الفنية الموكلة باستراتيجياته العامة،
والتي تضع الهيكلية المالية المفترض أن يتم استثمارها في الاماكن
الصحيحة لتفرز هيكلية فنية عامة انطلاقاً من الفئات العمرية وصولاً
الى الفريق الاول. والاهمية الادارية في تطوير اللعبة تبدو جليّة حتى من خلال القوانين العصرية، ويمكن اخذ معايير الاتحاد الآسيوي لناحية شروط المشاركة في دوري ابطال آسيا، والتي تصوّب مباشرة على ضرورة وجود الادارة المحترفة بكل ما للكلمة من معنى، بينما في لبنان لا يمكن الدعوة الى الاحتراف في ظل سيطرة العقلية الهاوية التي لم تأخذ اللعبة الى الامام سابقاً، إذ يبدو الوضع وكأن الاندية تدور في نفس الحلقة موسماً بعد آخر، فيبقى العمل اليومي كلاسيكياً، ويتّسع الفراغ الذي يدور حوله الجميع موسماً بعد آخر، فيترك خلفه فراغاً لناحية ايجاد خلفاء جديرين للنجوم القديمين. |
حنين الى الزمن الجميل الأنصار يبحث عن «زعامة» مفقودة 10-09-2018 11 عاماً مرّت على إحراز نادي الأنصار للقب
الدوري اللبناني لكرة القدم. فترة طويلة برقمٍ يطابق عدد المواسم
المتتالية التي بقي فيها اللقب في خزائن النادي الأخضر. هو الرقم
نفسه الذي يُحضر عبارة واحدة: شتّان ما بين الماضي والحاضر فوز الأنصار بكأس لبنان للمرة الـ 14 في تاريخه (رقم قياسي) في الموسم قبل الماضي لم يشفع له ولم يشكّل نقطة تحوّل في الموسم الأخير، لا بل تحوّل إلى سببٍ إضافي لزيادة مآسي النادي من خلال النتائج السلبية التي سجّلها الفريق في غالبية مبارياته في كأس الاتحاد الآسيوي. الواقع أنه ورغم النشاط الكبير الذي عرفه الأنصار خلال الصيف على صعيد التعاقدات، لا يمكن أبداً التنبؤ بما سيقدّمه الفريق في الموسم الجديد. فالأمر عينه عاشه بطل لبنان 13 مرة (رقم قياسي أيضاً) في الصيف الماضي حيث أجرى سلسلة من الصفقات التي حملت أسماء معروفة إلى الفريق لعل أبرزها عباس عطوي «أونيكا» من العهد وخالد تكه جي من النجمة. كما أنه سجّل بداية قوية بتغلبه على طرابلس 5-1 في الجولة الافتتاحية، قبل أن يحقق نفس النتيجة في «الدربي» الشهير أمام النجمة في المرحلة الثالثة. استبشر الجميع خيراً بعد تلك الأمسية على
ملعب مدينة كميل شمعون الرياضيّة، وما لم يتوقعوه هو أن المباراة
المذكورة كانت «خاتمة أفراح» الأنصار إذا ما تحدثنا عن تحقيق
النتائج الكبيرة والانتصارات اللافتة في المشوارين المحلي والقاري. صدمة المدافع الدولي السابق لمنتخب تشيكوسلوفاكيا ودموع لاعبيه الذين أحبوه لم تغيّر شيئاً، فوصل في صباح اليوم التالي الأردني عبدالله ابو زمع لتسلم الإدارة الفنية، وهو الذي تواصل معه الأنصار قبل أسابيع على اتخاذ قرار التخلي عن ستراكا. الدموع هي التي شبع من رؤيتها جمهور الأنصار، الذي تراجعت أعداده تباعاً في الملاعب خلال الموسم الماضي، فقد رأى الدموع تمتد حتى إلى أجانبه، إذ يذكر الكل كيف بكى المدافع الغيني ابو بكر كامارا على خروج فريقه الذي وضعه خارج حساباته، عند إقصائه من مسابقة كأس لبنان. استبعاد كامارا وقتذاك واستبداله بالسوري
ثائر كروما بين مرحلتي الذهاب والإياب كان أحد الأخطاء الفنية
الكبيرة (إلى جانب عدم منح الفرصة للسنغالي تالا نداي واستقدام
الليبيري ثيو ويكس)، التي كثرت كالمدربين الذين أُعلن توليهم دفة
التدريب ثم عن إقصاؤهم من منصبهم. وكذا الأجانب الذين جاؤوا في
مستهل الموسم وأولئك الذين حضروا عند انتصافه، فوحده الهداف
السنغالي الحاج مالك تال كان النقطة المشرقة في المشوار الأنصاري،
حيث توّج هدافاً للدوري محققاً لقباً معنوياً لا يسمن ولا يغني. المهم أنه وبالنظر إلى الوضع الفني للفريق، يتبيّن أن الأنصار سيكون جاهزاً للمنافسة على مراكز متقدّمة في جدول الترتيب، إذ حتى مع خروج ستراكا هناك نوع من الإيجابية، فالنادي أنهى مرحلة تردد يعيشها على الصعيد الإداري - الفني وسط بروز عدم اقتناع بالمدرب التشيكي لأسباب قد تكون بعيدة عن عمله في الميدان، ولو أنه أثبت أنه غيّر من صورة الأنصار وبثّ روحاً إيجابية بين اللاعبين، وهو ما انعكس أداءً أفضل على أرض الملعب. أضف إلى هذه النقطة طريقة العمل في إدارة ملف
التعاقدات من حيث عدم التفريط في اللاعبين الذين كانوا مميزين في
الموسم الماضي، فبقي الحاج مالك رغم كل شيء، وذلك بعد توقيع عقدٍ
طويل الأمد معه حتى قبل العرض الذي تلقاه من نادي أُحد السعودي،
بينما تمّ العمل بإصرار للتجديد للاعب الوسط الدولي عدنان حيدر،
وذلك في موازاة تصحيح خطأ الموسم الماضي بإعادة الارتباط بالمدافع
كامارا. ومن خلال هذه الأسماء الثلاثة لا يمكن إسقاط
تبدّل صورة الأنصار في الموسم الجديد، إذ قدّم كل واحدٍ منهم مستوى
ثابتاً لمواسم عدة، ولا شيء يمنع من مواصلة تقديم مستوى مميّز خلال
المواسم المقبلة. الأنصار يمتلك التاريخ، والجميع ينتظر أن يعود «الزعيم»
كما يُعرف في كرة القدم اللبنانيّة، إلى سكة الفوز وتحقيق البطولات،
لأنه في حال استعاد الأنصار عافيته فإن ذلك ينعكس إيجاباً على كرة
القدم اللبنانيّة، وتعود نكهة «الدربي» إلى سابق عهدها. مرة جديدة كان الأنصار من الأندية الأكثر
نشاطاً في سوق الانتقالات الصيفية، فهو إلى جانب تجديده التعاقد مع
هدافه السنغالي الحاج مالك تال والمدافع الغيني ابو بكر كامارا
ولاعب الوسط الدولي عدنان حيدر، عمل على سدّ ثغرات عدة وخلق خيارات
إضافية للمدرب الأردني عبدالله ابو زمع، كونه يدرك بأنه يحتاج إلى
مقعد احتياط جيّد ليتمكن من الذهاب بعيداً في مشوار البطولة. وإلى جانب إضافة حسن بيطار إلى خط الدفاع، علم الأنصار بمشكلته الأساسية في الموسم الماضي، وهي في منطقة خط الوسط، فكان استقدام التونسي حسام اللواتي وغازي حنيني من العهد وعلي حوراني من شباب الساحل والفلسطيني محمد قاسم من الصفاء. كذلك قدوم حسن شعيتو «موني» سيحلّ من المشكلة الأخرى التي عرفها الفريق وهي غياب الهداف الداعم للحاج مالك الذي وفي المباريات التي لم يوفّق فيها في التسجيل أو عرف رقابة لصيقة، عانى «الأخضر» كثيراً للوصول الى الشباك، علماً أن «موني» وبالتساوي مع نجم النجمة حسن معتوق، حلّ وصيفاً للسنغالي (15 هدفاً) على لائحة ترتيب الهدافين في الموسم الماضي بتسجيله 13 هدفاً بقميص فريقه السابق العهد. |
سركيس يعود حكماوياً بحنين و«نوستالجيا» 15-08-2018 - شربل كريم عاد غسان سركيس إلى المكان الذي زيّنه بالمجد،
إلى النادي الذي قاده «ثعلب التدريب» ليتربّع على عرش آسيا وجعله
مدرباً تاريخياً في كرة السلة اللبنانية. هو يحمل اليوم مهمة أكبر
من قيادة الفريق فنياً، وذلك في نادٍ يعيش أجواء غير طبيعية. سركيس
يستذكر الماضي الجميل ويحنّ إليه ويتطلع إلى نسخ مشاهده وتظهيرها
في صورةٍ أجمل. اشتاق إليها بلا شك محبو الحكمة وبين المدرب السابق فؤاد أبو شقرا ونظيره العائد غسان سركيس كان كل الكلام. البعض يتحدث عن عدم قدرة الأول على تقديم المزيد للفريق على اعتبار أنه لم ينجح في قيادته إلى لقب البطولة العصي عليه منذ 14 عاماً، وذلك رغم تأمين متطلباته خلال مواسم عدة بعيداً من الاضطرابات الدائمة التي مرّ بها النادي. أما البعض الآخر فيصوّب على فشل الثاني في قيادة الشانفيل إلى لقب الموسم الماضي رغم تأمين ميزانية كبيرة له واستقدامه للنجم فادي الخطيب ولأسماء أجنبية رنانة أيضاً. كما يتحدثون عن عدم قدرة سركيس على تقديم أي جديد، وخصوصاً أن النادي اليوم هو في أسوأ حالاته المالية، وبالتالي سيصعب الأمر على المدرب المخضرم لترميم الفريق وتقديم شيء مقبول معه. سركيس كان في مكانٍ آخر، وذهب حيث لا يجرؤ الآخرون بقبوله بـ «المهمة المستحيلة» في النادي الأخضر. هو أمر ليس بالمفاجئ لمن عايش هذا المدرب في بطولة لبنان، إذ كانت كلمة الحكمة غالباً على لسانه. هو اهتم لأمر النادي الذي عرف المجد معه، حتى في تلك الأيام التي عاش فيها جحيماً في كل زيارةٍ له مع فريقٍ منافس إلى ملعب غزير. ببساطة، حنينه إلى الماضي وإلى البدايات الجميلة وإلى تلك «النوستالجيا» المزيّنة بالموشحات التي تشيد باسمه لا التي تشتمه، أعادته إلى المكان الأحب إلى قلبه بحسب ما يقول مقرّبون منه. العاطفة يمكن لمسها أصلاً في كلام الرجل العوني الهوى، فهو قال في حديثٍ إذاعي قبل أيام بأنه سيذهب إلى معراب لتقبيل «قَرعة سمير جعجع» في حال دعم الحكمة. إذاً هو شعر بمدى حاجة الحكمة إليه، وبمدى حاجة الحكمة لكل دعم، وبرأيه «كل من يدعم هذا النادي يكون قد قام بعملٍ وطني». كلامٌ مؤثر فعلاً، ويحسب لإدارة النادي التي يصفها البعض بأنا تَحتضر، إقناعها سركيس بتولي المهمة في هذه الفترة الصعبة، فالمدرب الذي كان رمزاً في غزير في أواخر تسعينات القرن الماضي له تأثيره في مجالاتٍ عدة: في تأمين الدعم المالي، في الجمهور الذي يحنّ إلى أيام المجد، وفي عددٍ كبير من اللاعبين اللبنانيين الذين يمكنه إقناعهم بالتوقيع لفريقه دون سواه. هو يعمل حالياً على جبهاتٍ عدة، إذ عاد للتواصل مع آل شويري وإيلي يحشوشي طالباً الدعم المالي لإيقاف الفريق مجدداً على قدميه، وهو ينتظر أجوبةً إيجابية من خلال مجموعة من الرعاة الذين تواصل معهم بنفسه، ويفترض أن تكون اسماؤهم على القميص الأخضر وحول الملعب حين الوصول إلى اتفاقٍ مع راعٍ أساسي للفريق. بطبيعة الحال، هو يقف أمام التحدي الأصعب في مشواره التدريبي، إذ عملياً يضم الحكمة حالياً ثلاثة لاعبين فقط هم جو غطاس، صباح خوري، وعزيز عبد المسيح. ومن عند الأخير ينظر سركيس إلى مشهد الماضي عندما تسلّم فريقاً يضم لاعباً شاباً آخر هو الخطيب وعمل على تعزيز الفريق وبنائه وفق رؤيته الخاصة التي تمحورت في المواسم الأخيرة حول الاعتماد كثيراً على لاعبين صغار السنّ ومطعّمين بعناصر الخبرة، فيرى في كارل عاصي الذي لعب تحت إشرافه في الشانفيل مناسباً للحكمة، تماماً كما هو حال كرم مشرف. ولم لا إيجاد تسوية مع إيلي اسطفان ورودريك عقل بخصوص الأموال العالقة لهما في النادي وإعادتهما إليه، وكذا بالنسبة إلى روني فهد في حال لم يجدّد ارتباطه بنادي بيروت، إذ إن إضافة لاعبين أصحاب خبرة إلى مجموعة شابة ستشكّل أيضاً تحديّاً لإيجاد توازنٍ بين جيلين، في وقتٍ لم ترتبط فيه الإدارة مع أي لاعبٍ جديد حتى الآن بانتظار تأمين التمويل وتحديد الميزانية قبل الشروع بالعمل. مشهد الماضي لا يبدو أنه يفارقه، فإذا وُجد لبنانيون بعقودٍ مقبولة، الأمر لا ينطبق على العنصر الاجنبي، لكن لا بالنسبة إلى سركيس الذي يستشهد بتجربته القديمة الناجحة، وذلك عندما استقدم السنغالي أسان ندياي والنيجيري الراحل محمد آشا، ليتوّج الحكمة ملكاً على العرب عام 1998 ثم في 1998، وهي السنة التي شهدت تربّعه على عرش آسيا أيضاً للمرة الأولى في تاريخ كرة السلة اللبنانية. لذا لا يمانع استقدام ثلاثة لاعبين أفارقة بأسعار مقبولة وتحقيق المفاجأة كما فعل قبل 20 عاماً. سنوات طويلة لم تنهِ قصة مدربٍ يعشق التحديات ويقابلها بابتسامة وتفاؤل وثقة يستمدها من تاريخٍ كتبه في ملاعب كرة السلة ولا ينسى أي تفصيلٍ عاشه فيها، فهو حتى يطلب عودة قائد الأوركسترا الشهير بشير هيكل «باشو» ليرافقه في الموسم الجديد، آملاً أن يعزف نشيد النصر القديم ولا شيء سواه. |
العودة إلى قانون «2+1» «المصلحة الوطنية» تنتصر على الجشع رياضة محلية تايم آوت
شربل كريّم الأحد 29 تموز 2018 سارت البطولة بعدها وسط أصوات علت من هنا
وهناك ضد هذا القرار، لكن ما لبث أن أصبح المشهد عادياً فغزا
الأجانب بالجملة الملاعب اللبنانية، وشكّل بعضهم حالات إيجابية
والبعض الآخر كان عبارة عن صفقة خاسرة بكل ما للكلمة من معنى. لكن بغض النظر عن هذا الرأي أو ذاك، يترك القرار الجديد ارتياحاً لمحبي كرة السلة بحسب هويتها اللبنانية التقليدية، إذ بات معروفاً أن غالبية اللاعبين اللبنانيين تحوّلوا إلى «كومبارس» في فرقهم حيث مهمتهم هي فقط إكمال العدد المطلوب على أرض الملعب بحسب ما وصف أحد اللاعبين الدوليين حاله مع زملائه في الموسم الماضي، في ظل تبديل فريقهم أكثر من 10 لاعبين أجانب. نجمٌ سابقٌ في الحكمة فضّل عدم الكشف عن اسمه في حديثه مع «الأخبار»، وصف الوضع السابق بالمخجل بحق كل لاعب لبناني، فيعود إلى أيام دورة دبي الدولية التي شارك فيها مع «فريق تيريل ستوغلين» بحسب ما يقول. هو أعطى هذا التوصيف لفريق الحكمة ليعكس صورة عمّا كان يحصل على أرض الملعب، فيشرح آسفاً: «كانت المهمة الوحيدة للاعبين اللبنانيين هي البحث عن ستوغلين لتمرير الكرة إليه، أو تدوير الكرة لتفريغه بشكلٍ يمكنه التسديد براحة تامة». ويتابع: «طبعاً كان زميلنا الأميركي هدافاً مميزاً، لكن تخيّل أنه في إحدى المباريات أخذ على عاتقه 72% من نسبة محاولات الفريق، ولم يكن موفقاً إلا بنسبة 20%، ما أدى إلى خسارتنا للمباراة». |
دعمٌ مفقود وأحزابٌ لا تكترث: أندية «بيروت الشرقية» في مهب الرياح رياضة محلية الكرة اللبنانية شربل كريّم
الثلاثاء 17 تموز 2018 تفتح الأزمة التي يمرّ بها نادي الراسينغ حالياً الباب للكلام عن وضعٍ مأسوي قد يصل إليه هذا النادي الكبير، ليلاقي مصائر جيرانه الذين إما يتخبطون بمشاكلهم أو اختفوا حتى من الوجود. «القسم الشرقي» للعاصمة يتجه إلى الفراغ الرياضي بسبب الانهيارات المتتالية للأندية العريقة الحاضر غير الماضي، والمستقبل أسوأ بكثير. بهذه الكلمات يمكن وصف الوضع الراهن لعددٍ من الأندية البيروتية التي كانت حتى الأمس القريب من أبرز أركان الرياضة اللبنانية، وأمثولة في تحقيق النجاحات والنتائج المميزة محلياً وخارجياً. والحديث هنا تحديداً عن مجموعة من الأندية في القسم الشرقي من بيروت أو ما يُعرف بـ «الأندية المسيحية»، إذ لا يخفى أن اندية عدة وُجدت أصلاً من قلب مطرانيات أو مرجعيات روحية، فأخذت التسمية من خلال هذا الارتباط بعيداً من وجودها المناطقي. والتسمية هنا لا تتخذ طابعاً طائفياً، بل
طابعاً وصفياً صرفاً. في أية حال هذه الأندية وصلت إلى وضعٍ ميؤوس
منه. تساقطت بفعل السنين من شجرة الرياضة المحلية كتساقط أوراق
الخريف. نتحدث عن أندية ساهمت على نحوٍ كبير في صناعة سمعة كرة
القدم وكرة السلة، فأين الأهلي صربا في الأولى، وأين أبناء نبتون
في الثانية، وغيرهما من الأندية التي شكّلت حجراً أساسياً في بناء
اللعبتين؟ أمين صندوق الراسينغ جورج حنا يدافع عن فرعون ولا يلومه، فيقول: «فرعون حمل النادي على أكتافه لمدة 15 عاماً، ويحق له بالتالي القيام بدراسة شاملة لوضع اللعبة بالتنسيق مع الهيئة الإدارية، وذلك بعد «وجع الرأس» الذي عايشه وما مرّ الراسينغ به. هي خطوة غير مستغربة بالنسبة إلينا، إذ إن الوضع العام لكرة القدم لا يشجّع على المضي قدماً في أيّ مشروع». ويصوّب حنا على نقطةٍ يمكن لمسها في العديد من الأندية المحسوبة على زعماء مسيحيين، بالمعنى اللبناني للكلمة، وهي أن الداعم الأساسي للنادي سواء كان سياسياً أم رجل أعمال لا يلقى أيّ دعمٍ من الأحزاب التي تمثّل المسيحيين تقليدياً، بعكس ما هو الحال عليه في أندية أخرى، أقله لجهة تأمين جهات داعمة إضافية تخفّف من الحمل الثقيل على «راعي النادي» الأوحد. وبلغةٍ لبنانية أيضاً، يشرح حنا متسائلاً: «تتوجه عند الأحزاب المسيحية فتجد أن الرياضة لا تهمها بل المكاسب السياسية فقط، فيكون الجواب غالباً: اللعبة ليست لنا. لكن ماذا يعني هذا الكلام؟ نحن جزء لا يتجزأ من تاريخ كرة القدم في البلاد، ومن غير المقبول ألّا نحظى بالدعم نفسه كما تحظى به أندية أخرى من أحزابٍ سياسية». الواقع أن «الأندية المسيحية» مظلومة على هذا الصعيد إذا ما أخذنا أندية أخرى في لبنان تحظى برعاية الأحزاب، ولو أن هذه الرعاية قد لا تكون مادية. وعلى سبيل المثال لا الحصر ناديا النجمة والأنصار، إذ معلوم مدى تأثير «تيار المستقبل» في حاضرهما، وذلك من خلال تأمين مموّل لهما، فمن دون مباركة التيار لم يكن نبيل بدر رئيساً للأخضر ولا أسعد صقال رئيساً للنبيذي. وإن كان كثيرون يعتقدون أن «تطييف» اللعبة ليس في مصلحتها ولا يؤدي إلا إلى التخريب. موالاة ومعارضة البعض يقول إن الطمع بالأضواء وحبّ الظهور هو السبب الرئيسي وراء هذه الخطوة، لكن مصدراً رفض الكشف عن اسمه يعيد الأسباب إلى أن «صيت لعبة كرة القدم لا يساعد الأندية في جلب رعاة وخصوصاً في المنطقة التي ينتشر فيها جمهور الفريقين تاريخياً، ما لم يشجعها على مواصلة السير على درب التقليد القديم والبقاء فيها، فالفرق السلوية البارزة حالياً خرجت من رحم أندية كانت كرة القدم السبب في نشأتها. ويستشهد المصدر بتجربة أنطوان شويري الذي قَدِم إلى نادي الحكمة في تسعينيات القرن الماضي حاملاً أحلاماً كبيرة منها الفوز باللقبين العربي والآسيوي، «لكن تمّت محاربته فهجر اللعبة إلى كرة السلة حيث حصل على مراده». ويبدو مستغرباً هنا الكلام عن صيت كرة القدم،
فهناك أندية همّشتها داخلياً لكنها الآن جزء من إدارتها على غرار
هومنتمن الذي ينضوي تحت لواء «حزب الطاشناق» المُمثّل بعضو في
اللجنة التنفيذية للاتحاد، فإذا كانت اللعبة غير صالحة، يُطرح سؤال
هنا حول سبب الانغماس في إدارتها. ملعب برج حمود مقفل بوجه هذه الأندية بقرار من البلدية بحسب مصادرها ومن دون أسباب واضحة، بينما ابتعد ملعب مجمع فؤاد شهاب الرياضي في جونية عن استضافة المباريات منذ زمنٍ بسبب أرضيته غير الصالحة، والتي يتم حالياً العمل على فرشها بالعشب الاصطناعي، ما يعطي بارقة أمل في نفقٍ مظلم على هذا الصعيد. أين المنشآت الرياضية من خطط لجان الرياضة في
الأحزاب التي «طوشت» رؤوس الناس بما تسميه «حقوق المسيحيين» وتمثيل
المسيحيين؟ سؤال يطرحه أكثر من مصدرٍ مواكب لما يسمّونه مآسي «أندية
المنطقة»، حيث يشيرون بأصابع الاتهام إلى لجان الرياضة في هذه
الأحزاب والتي بحسب رأيهم «لا تؤثر في قرارات النواب أو الوزراء
التابعين لأحزابهم للدفع نحو عملية إنماء على صعيد البنى التحتية
الرياضية بل إنها تعمل بأسلوب الأحزاب لناحية اكتفائها بالدخول في
صراعات المحاصصة وكسب المناصب في هذا الاتحاد أو |
خلال مؤتمر
صحافي توجه فيه للرأي العام اللبناني والرياضي
24 شباط 2018
الديار المؤتمر الذي خصص للاضاءة على هذه القضية والاعلان عن تنظيم اللجنة لسباق ترويجي لدورة الالعاب الآسيوية الـ 18 (جاكرتا 2018) حضره حشد من الشخصيات والمدعوين تقدمهم اللواء سهيل خوري عضو المجلس الاولمبي الآسيوي ووفد المجلس المذكور ضم وسام تركماني من مكتب رئيس المجلس الشيخ احمد الفهد الصباح والمدير الاعلامي في المجلس جينز جيان وعضو مكتب العلاقات العامة ايلينا شاراكوفا وممثل السفارة الاندونيسية عماد يسري ورئيسة الاتحاد اللبناني للجمباز نادرة فواز وعضو اتحاد التزلج على الثلج لورا نصارالى اعضاء اللجنة التنفيذية نائبي الرئيس المحامي فرانسوا سعادة والمهندس عزة قريطم والمحاسب سليم الحاج نقولا وعضو اللجنة ايلي سعادة وممثلي وسائل اعلامية. النشيد الوطني اللبناني ثم الاولمبي وترحيب من المستشار الاعلامي للجنة الزميل حسان محيي الدين ثم تكلم رئيس اللجنة الاولمبية جان همام حيث لفت أنه وللمرة الثانية نلتقي تحت عنوان المشاركة اللبنانية في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية ( بيونغ تشانغ 2018 ) خصوصاً بعد مجريات الأحداث المتعلّقة بهذه المشاركة وانه واجب علينا كلجنة أولمبية الإضاءة على هذه القضية حيث أن هناك في مكان ما عمد البعض إلى التشكيك بمصداقية اللجنة الأولمبية اللبنانية وقراراتها المتخذة على قاعدة القوانين والضمير الحي علماً بأن اللجنة الأولمبية ما كانت يوماً إلاّ إلى جانب كل رياضي عمل بجهد وكفاءة والمساعدة في مجال تصنيفه خصوصاً من الذين يتحضّرون للتأهّل ووفّرت له الدعم المالي من صندوقها إلى جانب المساعدات المقدّمة من صندوق التضامن الأولمبي الدولي وأكملت هذا الدعم حتى من بعد التأهل وكل ذلك من ضمن السياسة العامة التي إلتزمت بها اللجنة الأولمبية اللبنانية ومنذ 5 سنوات. وأوضح أنه للتاريخ وبالرغم من كل الضغوطات
التي واجهتنا رئيساً وأعضاء في اللجنة الأولمبية من قبل أصدقاء
وأحبّة لهم مكانتهم من الإحترام في الأوساط السياسية والإقتصادية
والمالية والذين نعتذر منهم فرداً فرداً عن عدم تلبية طلبهم فقد
تمسّكت اللجنة بإحقاق العدالة وتسمية صاحب الحق لتمثيل لبنان في
الألعاب الأولمبية الشتوية (بيونغ تشانغ -2018 ). |
مشكلة أولمبية شتوية على نار حامية 31-01-2018 الاخبار مرة جديدة، تخلق التسميات إلى
الألعاب الأولمبية جدالاً واسعاً في الشارع الرياضي اللبناني. وبعدما
عرفت الرياضة اللبنانية هذا الأمر سابقاً عشية إحدى دورات الألعاب
الصيفية، ها هي الألعاب الشتوية المرتقبة تكشف عن مشكلة مشابهة، وسط
تضارب التفسيرات والآراء في المقابل، يردّ سلامة بأن بحلق
كان قد توقّف عن المشاركة دولياً بعد جمعه العدد المطلوب من النقاط
التي تمنحه التصنيف، "وهذا هو السبب في الفارق بالأرقام بين المتزلجَين".
ويتابع: "سبق أن اخترنا رحمة للمشاركة معنا في SEF Cup" المخصص للدول
الصغرى، وهو دليل على اعتبارنا أنه من المتزلجين المميزين لدينا، لكنه
لم يلتحق بالفريق اللبناني". |
التجنيس لغم جديد على باب الاتحاد وكأس آسيا 2017 25-07-2017 كتب الزميل شربل كريم في جريدة "الأخبار"
اللبنانية صباح الثلثاء 25 تموز تحت عنوان " التجنيس لغم جديد على باب
الاتحاد وكأس آسيا" ما ياتي: هل هو خطأ اتحادي أم محاولة تفادي خطأ أكبر؟ هذا
هو السؤال الذي طُرح على نطاقٍ واسع في أوساط كرة السلة اللبنانية
بعدما استبعدت اللاعبة الاميركية المجنّسة شانيتا جوردان عن المشاركة
مع منتخب لبنان للسيدات في بطولة آسيا التي تستضيفها الهند، بسبب ما
قيل عن وجود طلبات إضافية من الاتحاد الآسيوي بخصوص المستندات التي تخصّ
عملية تجنيسها. أما المسألة الثانية التي لا يمكن عدم استذكارها فهي تلك الفضيحة المتعددة الحلقات والمختلفة البصمات، وترتبط بعملية التزوير التي ضجّت بها الأوساط الرياضية قبل أشهر قليلة، عندما تبيّن أن السوداني آتر ماجوك لعب في بطولة غرب آسيا بإخراج قيد مزوّر، قبل أن تتم لفلفلة الموضوع كونه كان سيطال عدداً كبيراً من الاداريين الذين تعاقبوا على الجلوس على طاولة الاتحاد، اضافةً الى أن توقيته كان في فترةٍ لا تخدم لبنان الذي يستعد ليعكس صورة مغايرة عنه أمام الرأي العام السلوي عبر استضافته لكأس آسيا. المهم أن قصة إخراج القيد أو الهوية لا تزال حاضرة بقوة، وهذا ما غيّب جوردان أمس عن المباراة الثانية لسيدات لبنان امام منتخب فيجي؛ فالاتحاد الآسيوي لم يسمح للاميركية المجنّسة باللعب بسبب النقص في مستنداتها، إذ لم يكفه جواز السفر اللبناني الذي حصلت عليه لإعطائها الضوء الاخضر للمشاركة. خسر لبنان مباراته الاولى امام كازاخستان (54-62) رغم أنه كان قادراً على الفوز بها لو لعبت جوردان، ثم فاز في الثانية امس على فيجي (90-48). لكن هذه المسألة لم تعد الحدث، إذ إن جمهور كرة السلة يضع يده على قلبه في انتظار ردّ الاتحاد الآسيوي حول الملف الذي قدّمه الاتحاد اللبناني لقبول الاميركي نورفيل بيل كمجنّس في كأس آسيا، وخصوصاً ان آلية تجنيسه لا تختلف عن تلك التي ذُكر فيها اسم مواطنته، علماً بأن اسم بيل أُرسل متأخراً، حيث كانت هناك نية للتعاقد مع لاعب ارتكاز الرياضي السابق الاميركي إيليا هولمان أو مواطنه عملاق ميروبا في الموسم الماضي روبرت أبشو، قبل ان يستقر القرار على بيل الذي برز مع هومنتمن في الموسم قبل الماضي. وبما أنه لم يصدر أي شيء رسمي عن الاتحاد بخصوص قضية شانيتا جوردان، اتصلت "الأخبار" برئيس لجنة المنتخبات ياسر الحاج الذي اكد طلب الاتحاد الآسيوي لمستندات اضافية في ما خصّ اللاعبة، لكنه لم يفصح عن اي معلومات في ما يرتبط ببيل، مكتفياً بالقول إن الاتحاد يعمل على هذه المسألة وهو متأمل خيراً. إلا أن معلومات خاصة أفادت بأن مشكلة الاتحاد
الآن ليست في دفع كامل عقد جوردان رغم انها لم تلعب (راتبها الشهري
يتراوح بين 8 و10 آلاف دولار، علماً بأن الاتحاد دفع 12 الف دولار
لبريتاني دانسون ثم عجز عن تجنيسها بسبب لعبها في إسرائيل سابقاً)، ما
يعني أن ما دُفع لها سيذهب هدراً، بل في حسم مسألة تجنيس بيل التي تقف
عند ملفين شائكين. وإذ يرى البعض ان الاتحاد المحلي سيلجأ الى أمين عام الاتحاد الآسيوي هاغوب خاتشريان كونه لبنانياً من أجل طلب المساعدة لتمرير المشكلة غير المنتظرة، يرى مراقبون أن الاخير لن يتمكن من المساعدة على هذا الصعيد، كون العيون مفتوحة على لبنان لناحية ملفات التجنيس السابقة وما رافقها، اضافةً الى أن بلداناً اخرى ستطلب تمرير مشكلاتها العالقة على هذا الصعيد، إذ إن الفيليبين مثلاً تواجه مشكلة مماثلة مع توجّه مجنّسها اندراي بلاتشي لرفض القدوم الى بيروت بسبب مخاوف أمنية، وكذلك الامر في ما يخصّ كوريا الجنوبية التي كانت تعمل على تجنيس نجم بطولتها ريكاردو راتليف. أما الملف الثاني فهو ما جاء على لسان اداري في احد الاندية البارزة، الذي قال إنه في حال مُنح بيل جنسية كاملة فإن عدداً من الاندية لن يرضى بهذه الخطوة، إذ يمكنه العودة الى لبنان للمشاركة كلاعب محلي (مثل جو فوغل واسماعيل احمد)، ما سيؤثر على موازين القوى ويزيد الامور سوءاً بوجود أربعة لاعبين أجانب على ارض الملعب مع أحد الفرق، وخصوصاً مع استمرار اعتماد ذاك القانون المضرّ للعبة، المتمثل باعتماد ثلاثة لاعبين أجانب. باختصار، منتخب لبنان سيكون في ورطة في حال عدم مشاركة بيل معه في البطولة القارية، والمطلوب هو العمل السريع لتذليل العقبات وتفادي الوقوع في المزيد من الاخطاء الهاوية التي يحاول البعض عبثاً تخبئتها؛ فالمزيد من المخاطرة التي اتُخذت أصلاً لن يؤدي سوى الى أسوأ النتائج التي يؤمل أن تبقى بعيدة عن منتخبنا. |
سرّ بطولة الباسكت: «أضعِف عدوَّك» 17-11-2016
الاخبار الفريق الاصفر عاد من الساحة
القارية واثقاً، لكن علامات التعب جراء مشاكله المعروفة ظهرت في الدورة
الأحب على قلبه، أي دورة حسام الدين الحريري التي خرج منها خالي الوفاض،
لا بل ان بعض المراقبين يرون ان وضعه أصعب مع عدم توصله الى اتفاق مع
هدافه الاميركي ديواريك سبنسر الذي حطّ في المتحد طرابلس. وما يمكن اعتباره تراجعاً لدى القطبين، ولو بنسبةٍ مختلفة، هو أفضلية بالنسبة الى الفرق الاخرى، وعلى رأسها هومنتمن الذي يجمع اليوم لاعبين محليين مميزين في كل المراكز، وقد اضيف اليهم الخطيب الذي يفوق حتى اللاعبين الاجانب الرائعين في هذا الفريق قدرةً في امكاناته القيادية والتهديفية، ما يوضح سبب شجاعة رئيس لجنة كرة السلة في النادي الارمني غي مانوكيان على ترشيح فريقه، وبقوة، لإحراز اللقب، وذلك خلال مقابلة تلفزيونية قبل ايام، وهو الذي كان قد وضع عام 2018 تاريخاً لرفع كأس البطولة، لكن لا شك، مع ما ركّبه وادارة ناديه خلال الصيف، قد يجلب هذه الكأس أسرع مما كان متوقّعاً. أما ما يتفق عليه الجميع فهو ان
العنصر الاجنبي سيرجّح كفة هذا الفريق على الآخر بين فرق تلك الدائرة
الضيقة التي تضم المنافسين على اللقب، وهو ما يفسّر المنافسة الضارية
لضم بعض الاسماء الاجنبية المعروفة على الساحة المحلية؛ فالمتحد خطف
توقيع سبنسر، تاركاً إشارة واضحة حول اهمية استقدام اجانب موثوق بهم
وبقدرتهم على إحداث الفارق في بطولة لبنان. |
شربل كريّم عضواً في لجنة الكونغرس 13-04-2016 عيّن الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية الزميل شربل كريّم عضواً في لجنة الكونغرس التابعة له، ليصبح بالتالي اول لبناني يدخل لجان الاتحاد القاري الذي يرأسه البحريني محمد قاسم.
وبهذا الاختيار سيكون لبنان حاضراً عبر كريم في
اهم لجان الاتحاد، بعدما كان رئيس جمعية المحررين الرياضيين
الزميل يوسف برجاوي قد انتخب عضوا في اللجنة التنفيذية للاتحاد
الآسيوي عام 2012 واستلم امانة الصندوق فيها حتى الانتخابات
الاخيرة التي اقيمت في البحرين قبل شهرين، حيث تمّ تكريمه. كريّم كان قد مثّل جمعية المحررين في المؤتمر الـ79 للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية الذي اقيم في شباط الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، حيث شارك في اجتماعات الكونغرس، واجتماع الاتحاد الآسيوي، اضافةً الى اجتماع المجموعة العربية. الزميل شربل كريّم الذي ينشط على صعيدَي الصحافة المرئية والمكتوبة، انتسب الى الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية عام 2006، وقبلها بعامين الى جمعية المحررين الرياضيين التي كانت وقتذاك برئاسة الراحل خليل نحاس، وهو قام بتغطية ابرز الاحداث العالمية والالعاب الاولمبية في الرياضات المختلفة، مذ كان كاتباً في الملحق الرياضي لصحيفة "النهار"، قبل ان ينضم الى فريق عمل وكالة الصحافة الفرنسية (AFP)، بموازاة انضمامه الى الاسرة التأسيسية لصحيفة "الاخبار" قبل 10 سنوات. كما عمل معلّقاً على مباريات الدوري اللبناني لكرة القدم في قناة "الجديد" لمدة 3 مواسم، انتقل بعدها الى تلفزيون لبنان ليطلق برنامجه الخاص "TL Sports" بعد تقديم استوديو مباريات كأس العالم 2014 والتعليق عليها عبر الشاشة.
|
وفد جمعية المحررين الرياضيين إلى المؤتمر الدولي 2016 06-02-2016 شكلت جمعية المحررين الرياضيين اللبنانيين وفدها إلى المؤتمر الـ79 للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية الذي ينعقد في العاصمة القطرية الدوحة من 7 إلى 11 الحالي، من أمين السر الزميل غازي الميقاتي والزميل شربل كريّم. كذلك سيحضر المؤتمر الزميلان إبراهيم دسوقي ورشيد نصار بدعوة خاصة من لجنة الإعلام الرياضي القطري. وكانت الجمعية قد سمّت رئيسها الزميل يوسف برجاوي لتمثيلها في مؤتمر الاتحاد الآسيوي الذي سينعقد في 11 و12 الحالي في العاصمة البحرينية المنامة، حيث سيشارك برجاوي في اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي بصفته أميناً للصندوق. |
وصية شارتييه الأخيرة شربل كريم كان من المفترض ان تلتقي زاوية «خط أبيض» مع الملف الذي يعالجه الملحق اليوم، لكن لم يكن بالامكان المرور على وفاة عملاق الرياضة اللبنانية انطوان شارتييه دون وقفة ستكون حاضرة من دون شك في كل محفلٍ رياضي وفي كل كلمة حق رياضية من الآن وصاعداً. بالنسبة الى اهل الرياضة فان رحيل
«المعلم» شارتييه هو صدمة بحجم تلك الصدمة الوطنية التي عرفها المجتمع
الفني خاصةً واللبناني عامةً وتمثلت برحيل الفنانة صباح والشاعر سعيد
عقل قبل اسابيع. ورحيل شارتييه لا يمكن ان يكون اساساً مجرد خبرٍ مرّ
في صفحاتنا اليومية لانه حتى في موته ترك رسالة لنا يفترض الاتعاظ بها
لبلوغ اعلى درجات المنصة التي اعتاد حمل الابطال اليها. هناك في مدينته «مون لا سال» و«قصره» الرياضي، أبى شارتييه الا ان يترك لنا رسائل اخيرة لاتباعها من اجل بلوغنا مثالية عاشها يومياً في عمله التربوي والرياضي، ما افرز محبة لا حدود لها عند كل من عرفه وحتى من لم يعرفه عن كثب، وقد تُرجمت في الحشد الذي سار خلف نعشه في يوم وداعه. وفي هذه المحبة اولى رسائله او وصاياه الاخيرة بأن الرصيد الباقي للانسان بعد رحيله عن هذه الدنيا هو محبة الناس له، وكلمات المترحمين عليه التي لن تسقط على اصحاب الأذى في يوم رحلتهم الاخيرة. جمع هذه المحبة اهم من جمع الاموال
او المناصب التي بلغ الراحل أسماها. لقد وصل شارتييه الى اعلى المناصب
والى كل ما يطمح اليه اي ناشطٍ في المجتمع الرياضي، وسيكون شبه مستحيل
على ايٍّ كان ان ينسخ ما فعله الرجل طوال مسيرته المجيدة. لن يكون أحد انطوان شارتييه جديداً،
ولن يكون احد اقوى مما كُتب له، ولن يأخذ معه اي منصب مهما كان كبيراً
في نظره. |
تنظيم بطولة غرب آسيا لألعاب القوى بـ «الدَين والاستجداء» 2011 الاخبار - لبنان 28 / 09 / 2011 القصة بدأت قبل شهرين
عندما أرسل الاتحاد اللبناني لألعاب القوى كتاباً الى وزارة الشباب
والرياضة طالباً فيه استضافة البطولة بنسختها الأولى، فجاء ردّ المدير
العام زيد خيامي بالموافقة. الاتحاد تحرّك بسرعة، ولو متأخراً، في
مسألة تقديم موازنة للاستضافة بلغت قيمتها 90 الف دولار، من ضمنها مبلغ
لشراء جهاز من هنا، نُظّمت البطولة
بالدَّين، إذ إن الحكام لم يتقاضوا أتعابهم، وعدم وجود ميزانية قلّص
العدد المطلوب على مضماري المدينة الرياضية والمدينة الجامعية. كذلك،
أصبح للجهة التي تولّت نقل الوفود مبلغ في ذمة الاتحاد، الذي سينتظر
حصوله على الـ 90 الف دولار لتسديد ديونه. ومن خلال الوضع الذي بدت عليه التجهيزات التي استُعملت خلال المسابقات، كان يمكن قراءة ما حصل، إذ إن معظم هذه التجهيزات أُصيبت بالاهتراء أو بالضرر بالنظر الى تخزينها في غرف في المدينة الرياضية، تصلها الأمطار والصرف الصحي أحياناً. وسبق أن طلب اتحاد ألعاب القوى من الوزير السابق علي عبد الله تسلّم هذه التجهيزات بعد انتهاء دورة الألعاب الفرنكوفونية، لكن من دون جدوى. وقد جاء هذا الطلب بناءً على معرفة القيّمين قيمة التجهيزات التي تصل الى 200 الف دولار، وبالتالي يجب حفظها في مكان أفضل، وإجراء جردة تخوّل الاتحاد التعرّف على أي نقص قبل استضافة البطولات، لكن بقاء هذه التجهيزات في «الأسر» مع الوزارة الجديدة، والتأخر في فتح الأبواب أمام الاتحاد، وبالتالي عدم معرفته بالنواقص، دفعته مجتمعةً الى «استجداء» مطرقتين من نظيره الأردني لإقامة منافسات رمي المطرقة، والى الطلب من نظيره السوري استعارة أقراص لمسابقة رمي القرص، فضلاً عن استعارته الـ «فوتوفينيش» من نظيره السعودي! ومن المدينة الرياضية الى
المدينة الجامعية، فقد جرى تجاهل الكتاب الذي أرسله الاتحاد الى رئيسها
الدكتور زهير شكر بخصوص استضافتها للوفود. وهنا تدخلت الوزارة في «الوقت
القاتل» فأعدّت بدورها كتاباً مماثلاً، لكن المفارقة أنها طلبت من
الاتحاد إرسال شخص لإيصاله الى ادارة الجامعة لتعذّر وجود من يقوم بهذا
العمل البسيط لديها! أما عند السؤال عما سيترتب جراء هذه الثغر التنظيمية، فيأتي الجواب بأنه جرت «ضبضبة» الأمور مع الأشقاء العرب، بينما سجّلت الوزارة يتيماً آخر في عائلتها الكبيرة. |
مونديال 2010 30 / 06 / 2010 شربل كريم وتضمّ جوقة المنتقدين أطرافاً برازيلية عدة، لعل أبرزها الصحافة
المحلية التي تنتظر فشل المدرب كارلوس دونغا لـ«ذبحه» أو بالأحرى لتجد
مادة دسمة تكتب عنها، إذ ليس هناك من عناوين مثيرة عن رقصٍ للسامبا على
أرضية الميدان أو لنجمٍ يصنع العجائب على صورة رونالدو أو ريفالدو، بل
فجأة عاد «الملك» بيليه نجماً مطلقاً في الكرة البرازيلية واحتلت
تصاريحه العناوين العريضة لأنه ببساطة من منتقدي أسلوب «السيليساو».
باختصار، أدرك دونغا أنه إذا ما أراد الخروج منتصراً يفترض عليه مجاراة الأساليب المتبعة في العالم أو لنحدد أكثر الأساليب التي اعتاد عليها نجومه، إذ من الصعب عليه مثلاً «غسل دماغ» الثنائي الدفاعي مايكون ولوسيو اللذين انغمسا في الأسلوب الإيطالي الصرف بعد موسمٍ «دفاعي» خاضاه بإشراف البرتغالي جوزيه مورينيو في إنتر ميلانو. ويذكّرنا ما يرسمه دونغا بما خطّه إيميه جاكيه مع فرنسا في 1998، إذ لم يكن سر نجاح المنتخب الفرنسي في بزوغ نجم زين الدين زيدان فقط، لأن «الديوك» اعتمدوا على دفاعٍ قويّ وعلى خط وسط عماده لاعبان مدافعان (ديدييه ديشان وإيمانويل بوتي). وتكرّر هذا الأمر مع برازيل لويز فيليبي سكولاري في 2002 عندما لعب بثلاثة مدافعين أقوياء (لوسيو وإدميلسون وروكي جونيور) ولاعبي وسط مقاتلين (جيلبرتو سيلفا وكليبرسون) فأصاب النجاح غير المتوقع. وفي 2006 أطلق الإيطاليون أسلوبهم الدفاعي المنضبط مع توازنٍ هجومي فغنموا لقباً لم يكونوا مرشحين لإحرازه قبل البطولة. إذاً، لا بدّ من تسجيل قناعةٍ وهي أن المنتخب البرازيلي الحالي يتمتع بشخصية المنتخب الذي يفوز باللقب عادة، وخصوصاً أنه يسير في مستوى تصاعدي، ويقدّم لاعبوه ما تفرضه عليهم المباراة لا أكثر، وخصوصاً أنهم يعرفون أنه إذا نال التعب منهم بعد موسمٍ طويل خاضوه على أعلى مستوى في البطولات الأوروبية المختلفة، فإن الخروج المرير سيكون في انتظارهم. ويضاف الى الصلابة الدفاعية التي يتمتع بها «السيليساو» قدرة مدافعيه
الأربعة على زيادة الفعالية الهجومية، إذ بإمكان أي منهم الوصول الى
الشباك بطريقة سهلة، وهي نقطة تبدو شبه مفقودة عند كل المنتخبات التي
تقف في الدور ربع النهائي. |
ABDO GEDEON توثيق