عبده جدعون على موقع ملاعب

ماذا لو انقلب السحر على الساحر?

ماذا لو انقلب السحر على الساحر?

31-03-2021

)إنما الأمم الأخلاق ما بَقِيَت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا(.

ما جدوى أن يحقّق الإنسان بطولات وأوسمة على الصدور رافعاً الكاس المذهّب متجرداً من معاني القيَم إذا لم يلتزم بها؟ والإنسان الرياضي هو الأساس في عمليّة التغيير والتطوير، ولا يكون التطوير والتغيير إلا إذا توافرت لديه إدارة تنظيم حياته وعلاقاته بالآخرين وتوظيف إمكاناته لمصلحة الجميع.

فالإدارة وسيلة مهمة لتنظيم جهد الإنسان أفراداً وجماعات، وهي فن توظيف الإمكانات والمعطيات لتحقيق الأهداف المنشودة. كما انها عملية إنسانية ونشاط إنساني غايتها تحقيق أهداف محدّدة تعني مجموعة من العلاقات والإتصالات والتفاعلات بين فئات وعمل ذات أهداف وتطلعات متباينة.

من هنا يجب أن تكون علاقات الإداري مع الناس حيوية لنجاح أي مؤسسة في تحقيق أهدافها، خصوصًا المؤسسات التربوية والرياضية التي يكون فيها علاقات إنسانية سليْمة يستطيع أن يساعد المجتمع على إظهار الشعور بالهدف لتحقيق مصالح مشتركة، على أن تمارَس وفق أصول علميّة وأساليب فنيّة تكون الغاية من ممارستها تحقيق أفضل النتائج بأقل تكاليف وفي أقصر وقت.

تُختصر العمليّة في أمور ثلاث: التخطيط في رسم الخطوط العريضة لسير العمل، والإدارة في تنسيق العمل وتوزيعه بين العناصر البشرية لإنجاز الخطة، والاشراف على سير العمل والتأكد من صحته.

لا تكتمل العملية الا بوجود مهارات ثلاث: مهارات ذهنية ذاتية تتمثل في إتساع منظور الرؤية والمشكلات التي تواجهه وتحليل المواقف لإستنباط النتائج المحتملة لها وحلّها لضمان سير العملية بسهولة. ومهارات فنيّة تتضمّن إجراءات وتقنيات عالية الجودة تتمثل في فهم النظم القانونية الإدارية والدولية لكافة الألعاب المتوفرة في البلد. ومهارات إنسانية في إمتلاك القدرة على خَلق شعور متنام بين العاملين وتحفيزهم على الإتصال ببعضهم والتفاعل فيما بينهم وخلق مناخ تسوده روح العمل الجماعي.

هذه العوامل أساسية لإنجاح قطاعنا الرياضي وإنعاش الحياة في وريده، لا بد هنا ان نتراجع قليلا ونترقب، وما الذي جرى في الظاهر وما الذي يُضمر في الخفاء. خلال مجريات الأحداث التي أعطت مؤشرات ضبابية على ان ما يجري في الظاهر شيء، وما يجري في الخفاء مختلف تماما، والضغوط التي كانت تمارسها بعض الأحزاب لإستمالة عدد من الأشخاص المؤثّرة على مجريات الإنتخابات ونتائجها، نجحت إعلاميًا في إظهار الجانب الإيجابي المجمّل لتطمين الطرف الأكثر تأثيرا، بان المنافسة شريفة ويدها ممدودة والديمقراطية سيدة الموقف وكلمات مغلّفة بأفكار وطروحات مكويّة.

بينما تُرك الجانب الآخر "السلبي" ينمو في الظلام ويكبر بهدوء، وأفسحوا مجال التعبير بالظلامية لبعض الاقلام الرمادية وللأشخاص الأقل انتاجية وضعفا في لوائحها، راحت تجاهر بالتصدي وعدم الإنكفاء، أما الذين كانوا يعملون تحت الطاولة تجنبوا الإعلام حفاظا على الخطة المبطّنة والكشف عن الموقف الحقيقي المقصود والتلطّي كألنعامة بغرز رأسها في الرمال، بظنها أنها باتت مخفيّة عن أعين الآخرين بها، لمجرد أنها لا تستطيع أن تراهم، وأنها تستطيع من خلال هذا الفعل أن تسمع الأصوات، حتى ولو كانت بعيدة وبوضوح كبير، كما تستطيع تمييزها حتى إذا كان أحد من اخصامها بمكّنها الهروب فوراً وهو ما زال بعيدًا عنها، أما إذا لم يكن الخصم بعيدًا عنها فتقوم بلف نفسها ككومة رمل وتخفي رقبتها الطويلة، حتى إذا نظر إليها الخصم يعتقد أنها مجرد كومة من التراب، فلا يقترب منها.

"يا سلام قديش بعد في ناس بتعمل هيك" ؟ مهما تخفّيتم " وكوكمتم"هل خفي عن بالكم انه يوجد قوانين وعدالة؟

وُضع القانون ليحمي المظلوم من الظالم، لان الظلم أشد الافعال وأكثرها إيلاما للبشر، فلا يوجد فِعل أسوأ من سَلْبِ إنسان حق من حقوقه، فكلما وَضع الإنسان المناصب نصبَ عينيه يبدأ الفساد في سلوكه. العدالة بدأت تُظهر عملها ولا تزال أعين وآذان البعض تحت التراب.

ما رأيكم، هل ينقلب السحر على سحَرة الأرانب؟

عبدو جدعون

فهرس عبدو

عودة الى نهار الرياضة

جميع الحقوق محفوظة © 2021

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON   توثيق