عبده جدعون على موقع ملاعب

ماذا لو ربِحت العالم وخسِرت نفسك؟

ماذا لو ربِحت العالم وخسِرت نفسك؟

22-06-2021

في الأزمنة الغابرة، حين كانت رغبة الإنسان المتباري زيادة العطاء والجهد البدني والرياضي عن الحدود الطبيعية ليتمكن من الفوز في المسابقات التي كانت تجرى وقتذاك، إستخدم المقويات الطبيعية من النباتات كأوراق الكوكا وجذور الصبّار، ومن لحوم الحيوانات بأكل خصيتي الثيران أو الخراف، ظناً منه أنها ترفع مستوى القوة والتحمل البدني لديه.

بعدها إستخدم العقاقير التي تحتوي على المواد المنبّهة، حتى وصل إلى إستخدامها في عديد الجيوش لمقاومة التعب والنعاس، وفي مسابقات الجري للأحصنة والكلاب التي كانت منتشرة حينذاك. وتطورت هذه الرغبة حتى أصبح تحضيرها من المواد الصناعية لتؤخذ من طريق الحَقن أو الفم، لتنشيط الإثارة التنفسية أو لتقوية العضلات والأعصاب أو لتخدير الجهاز العصبي لتجنب الإحساس بالإرهاق والتعب وغيرها، بهدف الربح المادي والفوز غير المشروع في المسابقات.

مما لا شك فيه أن بعض الهورمونات والعقاقير الطبية المفيدة، يمكن إستخدامها بإشراف الطبيب المختص. إلا أن لإستخدامها عشوائياً تأثيراً سلبياً وخطيراً من النواحي البدنية والوظيفية على الفرد الذي يتعاطاها عموماً، وتسبب له أعراضاً قد تصل إلى حدّ الوفاة.

نستعرض هنا بعض النواحي السلبية لدى مستخدمي هذه الآفة من بعض الرياضيين وغير الرياضيين. ونسأل: هل حقاً يَعلَمون مدى سلبياتها على صحتهم؟

عند إستخدام العقاقير المنشطة، يظهر إختلال في وظائف الهورمونات في الجسم وتهتك وظائف الكبد والكلى ويعرّضها للإصابة بالسرطان، وتتناقص إفرازات الغدة النخاعية ما يؤدي إلى العجز الجنسي، وتالياً التعرّض لأمراض القلب لزيادة نسبة الكولستيرول والدهون في الدم. هذا عدا الأمراض العصبية

والنفسية وآلآم الجهاز الهضمي في المعدة، والأرق وحالات الغضب خصوصاً عندما يُدمن الفرد إستخدام تلك المواد ولا يكتفي بكميّة محدّدة منها، وهنا الطامة الكبرى ألتي قد تؤدي إلى الإنهيار والضياع.

يقول المثل الشائع: "إذا ما مت ما شفت مين مات"؟

كم مِن بطل مات على الحلبة أو لاعب مات على أرض الملعب أو درّاج أو متسابق قضى وهو على مِضمار السباق؟

وكم من أحباء لنا من نجوم الملاعب فقدناهم وهم في صالات المنافسة والبطولات، وأفقدوا فرحة الأهل والأصحاب روعة الدورات؟

لذا، تقدم السلطات الرسمية والإتحادات الدولية والوكالات العالمية المؤتمنة على مراقبة المتعاطين للمنشطات، وفرض أقصى العقوبات عليهم وحرمانهم شرَف إعتلاء منصات التتويج بغية الوصول إلى رياضة نظيفة، وإلى رياضيين أصحاء، وصدْقية في النتائج لأصحابها.

سؤال آخر: ماذا لو ربحت العالم وخسرت نفسك؟

من هنا، ننصح أبناءنا الرياضيين وغير الرياضيين، بعدم إستخدام هذه المواد عشوائياً لئلا يقعوا في المحظور، وليتجنبوا مغريات بعض المدرّبين في النوادي المروّجة، ويبتعدوا عن التنظيرات والنظريات المتداولة بين الأفراد غير المسؤولين الذين يقومون بترغيبهم وتسهيل بيعهم تلك المواد، لأنها فقط للربح المادّي وضررها سريع وخطير، ولأن مروّجيها تجار لا يبالون بالنتائج الصحية لأبنائنا في المجتمع.

عبدو جدعون

فهرس عبدو

عودة الى نهار الرياضة

جميع الحقوق محفوظة © 2021

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON   توثيق