عبده جدعون على موقع ملاعب

دخان الأولمبية يَعلو... بالظلم إستباحوها إقتساما

دخان الأولمبية يَعلو... بالظلم إستباحوها إقتساما

06-03-2021

مما لا شكّ فيه انّ أقلامًا رمادية ستكتب عن تصاريح جهاد سلامة في مقابلته مع الزميل ايلي نصار عبر قناة" أو تي في" . وما جاء في كلامه الصريح يسمح بكثير منه. وأن جَهَدَ البعض في تفسيره الخاص لِما وضّحه، فلأنّهم لم يبذلو أي جَهد لفَهمه على حقيقته. وهو ما أدّى إلى الفرز بين من إرضاه ومن أزعجه. وعليه، لا بدّ من إعادة قراءة الواقع إنطلاقا من المعطيات الحسيّة التي سبقت المقابلة والتي تنطبق على الواقع كما هو، بلا تجزئة وتهكّم سطحي، فهو تكّلم عن الشرفاء والفاسدين معا، الذين أفسحوا في المجال بالتعاطي والتصرّف الذي لا يَليق بشرعة الرياضة والشرعة الأولمبية.

كلّنا يَعلم مسؤولية الهيئة التنفيذية للجنة الأولمبية اللبنانية التي لها القدرة على تحسين وتطوير قطاع الرياضة في الوطن، كونها الأعلى سُلطة مع وزارة الشباب والرياضة التي تساعد على تدريب الرياضيين والرياضيات المنتمين إلى الإتحادات الرسمية التي تقرّر إشراكهم في الألعاب الأولمبية والسعي نحو بلوغ الأفضل، ومدّ جسور الصداقة بين الأمم وشعوبها وإزالة كل خِلاف أو تفرقة.

ليس صعباً على أي من المراقبين إجراء الفرز المنطقي والعقلاني لردّات الفعل "المسبقة الدفع" بمعناها والأدبي لا المادي كما الحديث الشريف يقول:(لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي).

في تاريخ صداقات سلامة كانت ولا تزال رياضية تربوية تصبّ في مصلحة الجميع، والصرح الكبير الذي يقوده منذ سنوات نتائجه شاهدة على كل ما ذُكِر، وطموح هذا الإنسان وإمكاناته الإدارية والقيادية دفعته الى الترشّح للمنصب الأولمبي مع ان أوضاع البلد الصعبة من النواحي الإقتصادية والإجتماعية، جعلت منه وفريق عمله يعملون على ضم كافة الأكفاء الذين برهنوا على نجاحات معلنة إرتضوا المساهمة في قيادة سلطة تنفيذية لإعطائها المزيد من العطاءات وإكمال مسيرتها نحو مواكبة التطور.

لكن بعض من القيادات الناجحة ارتأت أن تكون هي وفريق عملها في القيادة، فطُرح الموضوع على باقي الأطراف المؤثّرة رياضيا ، وحصلت إجتماعات متتالية للتنسيق فيما بينها والتأكيد على التوازن في مكونات الوطن.

دخل الشيطان الأكبر عقول البعض لتُدار المنافسة بخلفيات غير رياضية وأفرزت واقع سال مع التطرف المذهبي والسياسي والأخذ بالثأر الشخصي على خلفيات قديمة مبطنة إلى ان حان وقت الحساب. هنا ضاعت الطاسة، بدل التنافس بالأفكار والمشاريع التطويرية والتنسيق، أصبح الجِدال واسعاً وبالشخصي ما فتح الباب للإنتهازيين للدخول من الباب الواسع إلى بروز الأرانب والسلاحف والماريونيت وفرقة حسبالله حتى خرجت المسيرة والمسار عن الهدف الرياضي الأساسي، ما سَمَح للراقصين على الجثث التشخْلع بدون الدف والطبلة.

هنا توسّعت لغة الكلام والأقلام والتنظير عن لسان المرشحين وصحبهم بعناوين لآمست الأمور الوطنية والسياسية وصولا إلى الإنسانية والإقتصادية والنقدية وما يعني حقوق الإنسان والحقّ في التعبير والعدالة والمساواة في توزيع المناصب. ما جعل الإستحقاق يهدّد مصير القطاع الرياضي ودوره في وحدة المؤسسة المهدّدة بالإنهيار مستقبلا لا سمح الله.

لم تكتمل الصورة إلا عند الإستحقاق الذي حصل حيث بان المرج، كانت النتيجة تركيب الأشخاص مع معيار المناصفة في الطوائف وليس مع الأكفاء والمبدعين مع كل الإحترام لشخصهم الإنساني. وهنا نسأل أليست رياضتنا في حاجة إلى عملية إنقاذ بعد التوقف القسري لأكثر من سنة لتتقيدوا بأشخاص ذو خبرة متواضعة في إدارة شأن عام وسلطة رياضية عليا؟.

هل المسؤولية في هذا الظرف بالذات حقل تجارِب يجري تدريبهم على يد أصحاب الخبرة الواسعة على كيفية القيام بالواجب؟ فعلى عديم الخبرة الواسعة  تقديم نجاح باهر في إتحاده ليستحق هكذا مركز، مع ان نتاج عملهم في إتحاداتهم متواضعة، من هنا يراه المتابع انه يستحق التواجد في عمل بلدي وليس في عمل نيابي او وزاري، وحين ينجح، الجميع يسانده للارتقاء.

من هذا المنطلق طفح الكيل عند سلامة، كالوالد الذي يحتضن أولاده خوفا عليهم من السقوط أو ان يكونوا فريسة إنزلاق نحو الهاوية لا سمح الله مع كل الثقة والإحترام الكامل لبعض الأجلاء الناجحين.

عبدو جدعون

فهرس عبدو

عودة الى نهار الرياضة

جميع الحقوق محفوظة © 2021

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON   توثيق